الأول من نوعه في العالم

متحف التحنيط.. 150 قطعة تكشف أسرار حياة بعد الموت

علي كورنيش نيل طيبة، وعلي بُعد أمتار شمال معبد الأقصر، وتحديدًا بالقرب من جبل طيبة الغربية، وعلي مساحة نصف فدان، أو ما يقرب من 2035 متراً مربعاً، يقع أحد أغرب المتاحف في الأثرية في العالم، متحفًا يرصد قصة تجهيز الجسد ما بعد الموت، استعدادًا للحياة الأبدية.

 

كان للتحنيظ، أحد أسرار الحضارة المصرية القديمة، دورًا في علاقة المصري القديم بحياته ما بعد الموت، لذا أضحي شيئًا مقدسًا له، وما تركه من مومياوات لملوك وملكات مصر عبر التاريخ، دليل علي ذلك، حتي انه لم يكتفي بتحنيط البشر فقط، بل وصل إلي حد تحنيط العديد من الحيوانات والطيور المقدسة، ومنذ رُبع قرن، وتحديدًا في عام 1997، أدرك خبراء الأثار المصريين ضرورة أن يكون هناك متحفًا يرصد أسرار تلك العملية التي ميزت الحضارة المصرية القديمة.

ويُعد متحف التحنيط الوحيد في العالم الذي يهتم بعرض أسرار وطرق وأساليب التحنيط، لذا تم تصميمه ليماثل حجره الدفن عن القدماء المصريين من طريق منحدر، وأضواء خافته، يتم تركيزها في العادة علي القطع المعروضة، والتي يبلغ عددها إلي أكثر من 150 قطعة فرعونية قديمة، ما أهله لينافس أفضل المتاحف الحديثة علي مستوي العالم، في ظل نظام إضائة يعبر عن القطع المعروضة.

أما عن أهم المعروضات الموجودة بالمتحف، فهناك "سرير التحنيط"، والذى عُثر عليو محطمًا لعدة أجزاء فى المقبرة رقم 63 بوادى الملوك، بالإضافة إلي "الإزميل والمطرقة"، المخصص لتفتيت المخ، وهو عبارة عن "الإسبتيولة" والملعقة للتنظيف الداخلى، والسنارة المحماة والمعقوفة، المخصصة في سحب المخ من خلال فتحة الأنف، والموسى والمخصص لعمل فتحة الجانب الأيسر من البطن، والمقص، الملقاط، المشرط الذي يتم استخدامه في عملية فصل واستئصال الأحشاءـ والفراشاة المخصصة لتنظيف الجاف الداخلى، والمخرازة لعملية ترميم العظام عند الضرورة، وأخيرًا الإبرة التي قاموا بإستخدامها في عملية خياطة البطن.

ويضم متحف التحنيط بالأقصر العديد من المواد التي استخدمها المصري القديم في عملية التحنيط، علي رأس تلك المواد ملح النطرون، ونشارة الخشب، والذى كان يستخدم كحشو مؤقت فى التجويف الصدرى والبطنى، وأيضًا بقايا دهون معطرة، وبقايا مواد راتنجية على لفائف كتانية، كما يضم المتحف مناظر تحاكى برديتى "حونيفر" و"آنى"، واللتان يرجع تاريخهما إلى أكثر من 3300 سنة مضت، بالإضافة إلي أوانٍ كانوبية لحفظ الأحشاء الداخلية للمتوفى، والتي تتخذ شكل أبناء حورس الأربعة وهم "إمست" و"حابي" و"دواموتف" و"قبح سنوف".

أما عن المخطط العام للمتحف فينقسم إلي جزئين، الأول عبارة عن قاعة عرض خاصة باللوحات الجدارية، ويقع علي يسار المدخل وعلي طول الممر الصاعد، وتعرض مشاهد مرسومة من برديتي "آني وهوـ نفر"، حيث تعرضان خطوات التحنيط، وتلقيان الضوء علي رحلة الـ70 يوما من الوفاة حتى الدفن والمحاكمة، والثاني فيضم 19 خزانه مصممه طبقا لمعايير المجلس الدولي للمتاحف، وتشبه إلي حد كبير خزانات المتحف البريطاني، وتحتوي علي 150 قطعه أثرية، وقد تم اختيارها من المتحف المصري ماعدا التمساح المحنط، فقد تم جلبه من معبد "سوبك" بمدينة "كوم أمبو"، كما يحتوي علي مومياء "ماسحرتي"  كبير كهنه "أمون" وهي "المومياء " البشرية الوحيدة، بالإضافة إلي رمز الحياة "العنخ" وكان المصري.

ويعرض المتحف عدد من الحيوانات والطيور المقدسة، والتي حرص المصري القديم علي تحنيطها، كطائر أبى منجل، ومومياء لقرد فى الناووس، وكلاهما رمز للمعبود "تحوت" إله المعرفة والحكمة، حيث كانت لهما جبانات خاصة فى سقارة وتونا الجبل بمحافظة المنيا، ومومياء تمساح حديث الولادة، ومومياء سمكة قشر بياض وجدت فى إسنا مركز عبادتها، ومومياء لإحدي القطط، حيث كان يرمز بها فى مصر القديمة بـ"باستت" فى تل بسطة بمدينة الزقازيق بمحافظة الشرقية، بالإضافة إلي كبش محنط مغطى بقناع مذهب.

مصدر الصور:

- تصوير المصور البرازيلي Elias Rovielo

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية