يدفع الواقع الافتراضــي حدود الإنسان إلى ما وراء الخيال في كل المجــالات الممكنة بدءًا من الأغراض التكنولوجية إلــى الأغـراض التعليمية، حتي إننا أصبحنا قادرون علــى اختبار أي مشروع أو إجـراء قبل البدء فــي العمل عليــه، وذلك للتحقق مــن صلاحيته في الحياة الواقعية، من الأمثلة المشابهة لهذا السيناريو، المحاكاة التـي يتم إجراؤها لأغراض هندسية أو طبية، أو حتي لأغراض تعليمية تدريبية، وغير ذلك.

والمعامل الافتراضية هي محاكاة رقمية تفاعلية للأنشطة التي تتم عادةً في إعدادات المختبر الماديـة، وتحاكـي تلك المعامل الافتراضية الأدوات والمعـدات والاختبـارات والإجــراءات المستخدمـة فــي مختلـف التخصصــات الطبيـة والهندسيـة والكيميـاء والفيزيـاء وغيــرها، وذلك  لصناعة سيناريو حقيقــي، وقـد أثبتت أحدث الدراســات العالميـة كيف أن الأنشطـة التعليمية التــي تشبــه ظروف العمـل الحقيقية تعزز نقـل التعلم بشكل أفضل، كتاب "تطوير الإدارة التجريبية: من التعلم إلى الممارسة" حول فوائد المحاكاة، لـ"سولومون هوبرمان"، و"سيدني ميلك".

ومؤخرًا حرصت شركة "FundamentalVR" البريطانية المتخصصة في مجال الخدمات الطبية، علي ضرورة استغلال توجه كثير من المنصات التكنولوجية إلى الاستثمار في عالم الواقع الافتراضي "ميتافيرس"، بشكل يفيد المجال الطبي دونًا عن الأنشطة الترفيهية التي صب عليها التركيز كثيرون، حيث قامت باستخدام العالم الافتراضي في عملية تسريع وتيرة التدريب العملي للأخصائيين والجراحين لإجراء العمليات الجراحية، بحيث يؤدون ما يشبه محاكاة تمنع إصابة المريض بأي ضرر حال وقوع خطأ.

وطبقًا لـ"GIZMODO" فققد قامت الشركة البريطانية باجراء تلك التجارب في مكتبها في مجينة نيويورك، حيث اجرت اختبارًا على أداة محاكاة الجراحة الخاصة بها، وجمعت 20 مليون دولار إضافية من المستثمرين لتطويرها وتوسيع نطاقها، ولن يكون علي الجراح سوي ارتداء سماعة الرأس HP Reverb G2 VR، ولمس نموذج لمريض موضوع فوق طاولة على يساري، وما أن يفتح الجراح عينيه حتي يجد نفسه داخل غرفة زرقاء معقمة كأنه داخل مستشفى، وأمامه المريض الذي سيتعلم علية أحدث طرق الجراحة دون قلق.