معدل الوفيات لم يحدث منذ وباء الأنفلونزا عام 1918

بالأرقام: فيروس كورونا ثاني أخطر وباء في العصر الحديث

لا يمر يوم إلا ويُثبت فيروس كورونا أنه أحد أخطر الفيروسات التي هاجمت البشرية في الأونة الأخيرة، بل ربما الأخطر طيلة قرني العصر الحديث، والذي اتفق المؤرخين علي أنه يبدأ بنهاية عصر التنوير، أي عام 1800، فعلي الرغم من تعرض الأرض 129 وباء، قضت وفقًا للإحصاءات ما يعادل 120 مليون إنسان، إلا أن وباء كورونا حقق حتي اليوم ما لم يحققه أي وباء أخر، وإن تفوق عليه وباء الأنفلونزا عام 1918.

 

وفقًا لجدول الضحايا التي ترصده منظمة الصحة العالمية، انتشر فيروس كورونا في 204 دولة، واسقط ما يعادل 60 ألف ضحية بنهاية الثالث من إبريل من العام 2020، ورغم أن سقوط ضحايا خارج الصين، مصدر الوباء، بدأ يوم 23 يناير، وفي ذلك اليوم سقط 8 ضحايا فقط، إلا أنه وبمعدل زيادة تراوح ما بين 11% حتي 22%، أضحي خلال 73 يوم يحقق معدل يومي 6000 ضحية، وقد تحقق هذا المعدل بالفعل يومي 2 و3 إبريل.

طبقًا لجدول ضحايا فيروس كورونا، يحقق الفيروس تقدم يومي لم يحدث منذ أكثر من 100 عام، فخلال الستة عشر يومًا الأخيرة أسقط الفيروس أكثر من 50 ألف و211 ضحية، وهو ما يعادل 85% من عدد الضحايا الذين سقطوا منذ بدء الوباء، وهو ما يعني أن البشرية ستتمكن من استقبال الضحية المليون قبل سبتمبر 2020، وإذا ما استمر لعامين كاملين كأغلب الأوبئة التي ضربت الارض، قد يصل عدد الضحايا إلي أربعة ملايين ضحية، إلا إذا ما تمكن الباحثون من التوصل إلي عقار أو مصل دوائي مضاد للفيروس.

 

  • كورونا يحقق 6000 ضحية يومية.. ويتفوق علي أوبئة الأنفلونزا الاسبانية وهونج كونج.

 

المتابع لتاريخ إنتشار الاوبئة والفيروسات، سيجد أن فيروس كورونا يُعد ثاني أسوأ الفيروسات وأخطرها من حيث معدل سقوط الضحايا، والذي وصل إلي ستة آلاف ضحية، وقد يسبقه فقط وباء الأنفلونزا الذي ضرب العالم خلال أعوام 1918 و1920، وسقط خلالها ما يعادل 75 مليون ضحية، بمعدل يومي 68 ألف و493 ضحية، وفي المركز الثالث يأتي وباء الأنفلونزا الأسيوية، والذي أسقط خلال عامي  1957 و1958 حوالي 2 مليون ضحية، بمعدل يومي 2740 ضحية، ثم وباء الإيدز، والذي بدأ في عام 1981، وأسقط حتي اليوم ما يعادل 25 مليون ضحية، أي بمعدل يومي يصل إلي 2272 ضحية، وفي المركز الخامس وبائي هونج كونج عامي 1968 و1969، وأنفلونزا روسيا عامي 1889 و1890، والذي أسقط حوالي مليون ضحية لكل منهما، وبمعدل يومي 1370 ضحية، ثم وباء الكوليرا الذي ضرب روسيا خلال الفترة من عام 1852 حتي عام 1860، وأسقط حوالي مليون ضحية، بمعدل يومي بلغ 343 ضحية.

أما عن تاريخ كوكب الارض مع الأوبئة، فطيلة عصوره، أودت الأوبئة والفيروسات بحياة أعداد ضخمة من الأشخاص، كما تسببت في الكثير من الأزمات التي استغرقت عقود لتجاوز أثارها، فقبل ألفي عام مضت ضرب الطاعون الأنطوني الإمبراطورية الرومانية بين عامي 165 و180 ميلادياً، ثم انتشر في مختلف أنحاء العالم، ويتسبب في موت أكثر من 5 ملايين شخص، وبعد أقل من أربعة قرون، تحديدًا خلال عامي 541 و542، ضرب طاعون جاستينيان العالم آتياً من الإمبراطورية البيزنطية، وأودى بحياة أكثر من 30 مليون شخص، وفي عام 735 ميلادية، ظهر وباء الجدري الياباني بمدينة طوكيو، ثم انتقل إلى البلدان المجاورة، وأدى خلال عامين إلى مقتل نحو أكثر من مليون شخص.

 

كان وباء الطاعون الدملي أكثر الأوبئة فتكاً على مر التاريخ، فقد أسقط خلال أربعة أعوام، ما بين عامي 1347 و1351، أكثر من 200 مليون شخص حول العالم، لذ استحق لقت "الموت الأسود"، والغريب أن هذا الوباء نشأ في إحدي مدن الصين، ثم إنطلق إلي إيطاليا، ثم إلي باقي أنحاء أوروبا، ثم إلى مختلف دول العالم، مثلما حدث مع فيروس كورونا المستجد، وفي عام 1520، حصد وباء الجدري أرواح أكثر من 56 مليون شخص، فيما أودت الكوليرا بحياة مليون شخص حول العالم بين عامي 1817 و1923.

المصادر:
    - موقع جدول الفيروس: https://www.worldometers.info/coronavirus/

    - شالدون واتس، الأوبئة والتاريخ "المرض والقوة الإمبريالية"، ترجمة: أحمد محمود عبد الجواد، المركز القومي للترجمة

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية