يبتعد عن الأرض 4 سنتيمتر سنويًا

سكان كوكب الأرض يستعدون لإختفاء القمر بأربعة كوارث طبيعية

"كيف سيعيش سكان كوكب الأرض بدون القمر".. مجرد تساؤل قد يبدوا خياليًا لعلماء الفضاء، خاصة أن جميع الدراسات والأبحاث، والتي قدمتها وكالة ناسا الفضائية الأمريكية، أثبتت أن الحسابات الأخيرة، أن مدار القمر يبتعد عن الأرض بمسافة تُقارب 4 سنتيمتر سنويًا، ما دفعهم للتساؤل حول التأثيرات التي ستتعرض لها الأرض، في حال غيابة بعد ملايين السنين.

 

السؤال الأهم، لماذا يبتعد القمر عن الأرض، والحقيقة أن جاذبية القمر والتي تولد لدينا ظاهرة المد والجزر في محيطاتنا، مع سرعة دوران الأرض، والتي تتفوق على سرعة دوران القمر، هذه الظاهرة، إضافة لعدة ظواهر فيزيائية أخرى، تدفع القمر إلى مدار أبعد، ما يعني ان القمر الذي يدور حول الأرض منذ 4.5 مليار عام، يمكن ان يختفي يوم ما.

خبراء وكالة ناسا الفضائية، أثبتوا أن الاختلاف في سرعة دوران الأرض والقمر هو المسبب الأهم لابتعاد القمر عن الأرض، حيث تستكمل الأرض دورة حول نفسها خلال 24 ساعة فقط، لكن القمر يحتاج إلي 27.3 يوم ليكمل دورة واحدة حول نفسه، وهذا التفاوت الكبير يخلق عدة نتائج تجرف القمر بعيدًا بمعدل يصل إلي 3.81 سنتيمتر كل عام، بالإضافة لنتيجة أخرى، وهي تباطؤ سرعة دوران الأرض بشكل طفيف، فبعد 100 عام سيكون اليوم أطول بمقدار 2 ميلي ثانية مما هو عليه الآن.

 

نعود الأن إلي السؤال الأهم، ماذا سيحدث إذا إختفي القمر عن الارض، وهنا لا نقصد بالطبع افتقاد ليالينا لتلك الحالة الجميلة مع ضوء القمر، وما يحمله من معاني رومانسية، أجبرت الشعراء علي نظم القصائد، فأهمية القمر للبشرية لا تقف عند أي حد، فربما لولا وجوده ودورانه حول كوكب الارض لما وجدت البشرية.

علينا أن نعرف أولًا أن القمر يشارك بجزء كبير في إستقرار الحياة واستمرارها على كوكب الأرض، وذلك منذ أن كانت الأرض كتلة ملتهبة من الحمم منذ أكثر من 30 مليون سنة تقريبا، فقد حدث تصادم عنيف بين الأرض وإحدي الصخور العملاقة، ما أدي إلي انتزاع جزء منصهر من الأرض، هذا الجزء ونتيجة لقوة الجاذبية الأرضية، لم يستطع الافلات والابتعاد إلي الفضاء، ليدور حول الأرض حتي يومنا هذا.

 

أول تلك التغيرات  التي ستصيب الأرض ستطول المحيطات والبحار، ففي حالة اختفاء القمر ستتغير طبيعة المد والجزر، حتي أن قيمة المد ستصبح أقل من قيمته الحالية بمقدار يصل الي الثُلث، لتصبح الشمس هي المتحكم الأقوى في حركة المد والجزر، وهو ما يؤثر علي سلوك المياه في المحيطات، بحيث تكثر المياه في منتصف الكرة الأرضية عند خط الإستواء، بينما تقل عند القطبين، وإن إختفى القمر، فسوف تنزح المياه من خط الإستواء لتغرق القطبين، وتظل المياه في حالة من عدم الإستقرار الكمي، حتى تستطيع  أن تتأقلم مع سلوك جديد يتناسب مع دوران الأرض.

علينا أن ندرك جيدًا أن القمر له دور محوري في سرعة الأرض حول نفسها، حيث أنه يبطئ من دوران الأرض حوالي 75% من قوته، وهو ما يعني ان سرعة دوران الأرض حول نفسها ستزيد، بحيث تدور دورة كاملة كل 6 ساعات، وينقسم اليوم إلي اربعة أيام يتعاقب فيه الليل والنهار كل ستة ساعات، يومها لا يمكن تخيل ما الذي يمكن أن يحدث في تطور الكائنات على الأرض، وان كان أغلب الباحثين أكدوا علي أن الأرض ستفقد الكثير من الكائنات فور اختفاء القمر، خاصة تلك الكائنات الغير قادرة علي التكيف مع هذا التطور، من زيادة هائلة في سرعة الرياح والعواصف.

 

طبقًا لباحثي علوم الأرض القشرة الأرضية أيضًا ستتأثر فالقمر يتحكم في كمية الطاقة التي تتسرب من الأرض، ويقوم بامتصاصها، فكمية الحرارة التي ترسلها الشمس إلى الأرض، جزء منها يستخدم في تسخين الأرض، والجزء الآخر يجبره القمر على التسرب إلى الفضاء من وقت لآخر، ما يعني أن للقمر دور في توفير درجة الحرارة المناسبة لحياة الانسان والكائنات الأخري، والأهم أن القشرة الأرضية، والتي تقوم بالتصدي للمواد المنصهرة في باطن الأرض، واختفاء القمر سيؤدي إلي انفجار وإنطلاق البراكين في كل مكان.

الأكثر من ذلك فأن اختفاء القمر سيؤدي إلي فقد محور الأرض لاستقراره، مما يصعب من إمكانية التنبؤ بدرجات الحرارة، ما يؤدي إلي خطر الإنقراض، لإختلاف درجات الحرارة، إرتفاعها في منطقة، وانخفاضها في منطقة أخري، كما أن الأرض ستخسر نتيجة حدوث تغيرات في درجات الحرارة مناطقها الباردة، أي القطبين اللذين يحتويان على كميات هائلة من الجليد، فانصهار الجليد سيؤدي إلي ارتفاع منسوب مياه المحيطات، مما يتسبب في حدوث تغيرات تشمل السواحل في جميع أرجاء العالم، ثم غرقها.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية