أكثر من 3800 عام من التاريخ

مدينة ماضي بالفيوم.. حديقة أثرية وأطول طريق كباش

"الحديقة الأثرية".. هكذا أطلق عليها الأثريون، وذلك لما تحتوية من معابد معابد، كمعبدي "إمنمحات الثالث"، "وإمنمحات الرابع" المصريين، والذين ينتميان إلي الأسرة الثانية عشر، والمعابد التي  تم تشيدها خلال العصرين البطلمي والروماني،  بالإضافة إلي مقصورة إيزيس وطريق الاحتفالات، وتماثيل الأسود وتماثيل أبي الهول والميدان الروماني.

 

وتقع مدينة ماضي الأثرية، والتي تم اكتشافها بالمصادفة علي يد عالم الآثار والبرديات الإيطالي، أكيلي فوليانو، رئيس بعثة ميلانو، عام 1937، علي بُعد 35 كيلو متر غرب مدينة الفيوم، وذلك بالقرب من قرية أطسا، ومن الغريب أن النقوش التي عثر عليها "فوليانو" كانت تؤكد علي عهدين مختلفين، فنقوش الجهة الغربية كانت تحمل اسم الملك إمنمحات الثالث، في حين حملت الجهة الشرقية اسم الملك إمنمحات الرابع أما المقصورة اليسرى، فقد زينت بمشاهد لتقديم القرابين للآلة سوبك، وفى الجهة المقابلة يقدم الملك إناء عطور إلى الآلهة رننوت على شكل ثعبان الكوبرا.

وتضم مدينة ماضي الأثرية المعبد الوحيد المتبقي من الدولة الوسطى فى مصر، والذي تم تشييده في عهد الملك "إمنمحات الثالث"، وذلك خلال عامي 1842- 1794 قبل الميلاد، ثم استكمله بنائه فيما بعد الملك "إمنمحات الرابع"، خلال عامي 1794- 1785 قبل الميلاد، ويتسم ببساطة تصميم كباقي معابد الدولة الوسطي، فقد تم بنائه من الحجر الجيرى، يتوسطه طريق للمواكب، يحده من الجانبين صفان من تماثيل أبى الهول المشهورة.

 

يتصدر مدخل المدينة عمودان لهما تيجان بريدية تمثل حزمة البريدى، كانت يوما تحمل السقف، ويحلى بها واجهة المعبد، وبعد تجاوز المدخل تستقبلنا صالة عرضية تنتهي بثلاث مقصورات، أكبرهم المقصورة الوسطي والتي تحتوي علي تمثال "رننوتت" ألهة الحصاد، وبجوارها علي اليمين واليسار الملكان "إمنمحات الثالث، "وإمنمحات الرابع"، وأمامهم مائدة قربان.

وتضم المدينة أيضا أطول طريق أثري للكباش في مصر، يصل طوله إلي حوالي 336 مترا، وبعرض يصل إلي حوالي سبعة أمتار، وتم تصميمه فى عهد الملك أمنمحات الثالث فى الأسرة الثانية عشرة، وأكمله ابنه أمنمحات الرابع، ويضم الطريق 23 تمثالا، يوجد بينهم خمسة تماثيل فريدة من نوعها لأسود وأنثاهم تقوم بإرضاع الأشبال من الجانبين لكل تمثال، كما نجد لوحات ترجع الي العهد الروماني منقوش عليها إهداء "بروتار كوس ابن رودس" الذي قام بإنشاء طريق الكباش بالمدينة، وزوجته "فاميستا" وأبنائه إلى الملكة كليوباترا والملك بطليموس.

استعادت مدينة ماضي الأثرية رونقها خلال العصر الروماني، خاصة بعد أن هجرها سكانها، وعادت الحياة إليها مرة أخري في القرن الرابع الميلادي، وذلك خلال حكم الإمبراطور "دقلديانوس"، واستمر الوضع حتى العصر القبطي عندما استقر السكان في المنطقة الجنوبية وشيدوا كنائس متعددة بالمدينة، وذلك حتى القرن السابع الميلادي، ثم استقر بها العرب من القرن الثامن وهجروها في نهاية القرن الحادي عشر ولذلك سميت بمدينة ماضي.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية