"هل يمكن لذاكرة الجهاز المناعي الفطرية طرد أي فيروسات يمكن أن تتطفل علي جسم الإنسان؟".. تساؤل يسعي علماء وخبراء بكلية الطب بجامعة بيتسبرغ ومستشفى هيوستن الميثودي، خاصة بعد أن اكتشف إن تلك الذاكرة تقوم برفض أي أعضاء تعويضية تمت زراعتها حديثًا في جسد الإنسان، ما يعني أن تلك الذاكرة المناعية يمكنها أن تساهم في طرد أي أجسام أو خلايا غريبة قد تحتل جسد الإنسان المُصاب.
وقد أوضح علماء جامعة بيتسبرغ ومستشفى هيوستن الميثودي لصحيفة "تايمز نيوز ناو"، أنه في حالة التأكد من فراضية "ذاكرة الجهاز المناعي الفطرية"، سيتمكن الباحثون من إمكانية تطوير أدوية قادرة علي التأثير علي ذاكرة الجهاز المناعي الفطري، ما يمكنها من قبول العضو المزروع في جسد الإنسان، ما يعني أنه يمكن تنشيط الجهاز المناعي التكيفي، وإنقاذ حياة ملايين البشر.
طبقًا للتعريف العلمي، يعتقد العلماء والباحثون أن الذاكرة المناعية ذات وظيفة محددة قادرة علي تذكر كل المعلومات الخاصة بالغزاة المتطفلين علي أجساد الإنسان، وذلك ليتمكنوا من مهاجمتهم والقضاء عليهم في أسرع وقت ممكن في حال عودتهم مرة ثانية، وهو ما جعل الباحثون وأخصائي الكيمياء الدوائية من تقديم لقاحات قادرة علي الاستفادة من تلك الميزة لتوفير حماية طويلة الأمد ضد البكتيريا أو الفيروسات.
كان العلماء والباحثون يعتقدون أن الذاكرة كانت حكرًا علي الخلايا المناعية التكيفية فقط، والذي يُعرف باسم الجهاز المناعي المكتسب، ونادرًا باسم الجهاز المناعي المتخصص، هو جهاز فرعي من الجهاز المناعي الكلي، له وظيفة محددة للقضاء على العوامل الممرضة أو الحيلولة دون اختراقها خلايا الجسم، علي رأس تلك الخلايا، الخلايا التائية، وهي عبارة عن مجموعة من الخلايا اللمفاوية الموجودة بالدم، والتي تلعب دورًا أساسيًا في المناعة الخلوية، لذا تشكل مع الخلايا البائية المناعة المكتسبة، وسميت بالتائية نسبة إلى مكان نضوجها في الغدة الزعترية، وينضج بعضها في اللوزتين بعد هجرتها من نخاع العظام.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية