في النصف الأول من ديسمبر من العام 2019، أعلنت الصين عن أول حالات للمرض التنفسي الحاد المرتبط بفيروس كورونا المستجد 2019، والمعروف إختصارًا بإسم "كوفيد 19"، في مدينة ووهان، الواقعة في مقاطعة خوبي الصينية، وفي التاسع من يناير حدثت أول حالة وفاة مؤكدة تأثرًا بالفيروس، وفي 13 يناير إنتقل الفيروس إلي دولة تايلاند، ثم اليابان بعد أقل من 48 ساعة، وفي الاسبوع التالي وصل إلي الولايات المتحدة الامريكية، قبل أن ينتقل إلي أوروبا يوم يناير، حينما تم اكتشافه في فرنسا، ليبدأ في الإنتشار في أقل 100 يومي ليصل إلي 210 دولة، بالإضافة لوسيلتي نقل حول العالم
طيلة أربعة أشهر كاملة تمكن الفيروس من إصابة 2 مليون و372 ألف شخص حول العالم، كما أنه تسبب في وفاة 163 ألف إنسان، بنسبة 6.9% من المُصابين، ولم ينجو منه أكثر من 611 ألف مُصاب، بنسبة 25.8% من المُصابين، والمتابع لجدول "كورونا فيروس" والذي تُعده وزارة الصحة العالمية لرصد تطورات الوباء حول العالم، سيجد أن كورونا فيروس ينتشر في العالم بشكل يكاد يحدث لأول مرة منذ عام 1918، فحتي يوم 31 يناير 2020 لم يكن هناك سوي 11 ألف 950 حالة مُصابة حول العالم، وبنهاية شهر فبراير أُصيب 74 ألف مُصاب جديد، بزيادة تُقدر بنحو ستة أضعاف، وبنهاية مارس تضاعف العدد عشرة مراتـ ليصل إلي أكثر من 773 ألف مُصاب، وفي الثامن عشر من أبريل أُصيب أكثر من مليون و470 ألأف مُصاب جديد.
أما عن الضحايا الذين قضى عليهم الفيروس، فلم يتخط عدد الوفيات حتي نهاية يناير 2020 سوي 259 ضحية فقط، وفي فبراير تمكن من 2718، بزيادة بلغت حوالي عشرة أضعاف، وبنهاية شهر مارس الماضي توفي 39 ألف 343 ضحية جديدة، بزيادة 14 ضعف مرة واحدة، وحتي نهاية يوم 18 أبريل الجاري، توفى حوالي 103 ألف و151 ضحية جديدة، بزيادة ثلاثة أضعاف عدد الضحايا، وقد استحوزت أوروبا علي 68.3% من الضحايا، تليها امريكا الشمالية بنحو 25.1%، ثم أسيا 4.8%.
الغريبة أن جميع المؤشرات والتقديرات الصحية حول العالم أكدت أن فيروس كورونا الجديد، يُعد أحد الفيروسات الأقل فتكًا من أي فيروسات أو عوامل أخري تسبب أمراضٍ أخرى منتشرة حول العالم، وذلك علي الرغم من المعدلات الوفاة التي تبدو شرسة لم تحدث منذ عقود طويلة، فعلي سبيل المثال أمراض المتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة سارس "SARS"، ومتلازمة الشرق الأوسط التنفسية ميرس "MERS"، ومرض الإيبولا، والمعروف اختصارًا "EVD"، ولكنه في نفس الوقت ينتشر بمنتهي السهولة بين ملايين البشر، فكل الدراسات تؤكد أن التكاثر الفيروسي، والذي يُعد القيمة التقديرية لقوة الفيروس، يمكنه ان ينقل الإصابة لشخصين أو ثلاثة أشخاص فقط، تتفاوت بالطبع من وضع وبيئة إلي أخري.
وقد أجري الباحثون العديد من المقارنات بين جائحة "كوفيد- 19"، وبعض الجوائح الأخري لمعرفة مدي قوة وانتشار فيروس كورونا، فعلي سبيل المثال جائحة "سارس" في عامي 2003 و2003، ففي كلتا الحالتين نشأت فيروسات كورونا جديدة في الصين، وبعدها انتشرت في مختلف أنحاء العالم، مُسببةً حالةً من الفوضى، وكارثةً اقتصادية، إلا أن هناك اختلافاتٍ كبيرة بين تطور تفشي كل منهما، خاصةً من حيث سرعة الانتشار، ومداه، فعلي الرغم من تلك الحالة التي يعيشها العالم بسبب "كوفيد- 19" الواسع الإنتشار، أثبت العلماء أنه ليس فتاكًا مثل "سارس".
المصادر:
- موقع الرصد https://www.worldometers.info/coronavirus/
- منظمة الصحة العالمية
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية