"فيروس كورونا لا يموت في أجساد المُصابين".. عبارة قد تبدوا غامضة للوهلة الأولي، ولكنها في واقع الأمر تبدوا منطقية أمام ذلك الاكتشاف الذي توصل إلية مسئولي الصحية في مقاطعة "جوانجدونج" في جنوب الصين، فقد أظهرت الفحوصات الدورية التي تقوم بإجراءها علي المرضي الذين تعافوا من فيروس كورونا عودته من جديد، وأوضحت النتائج أن 14% من المتعافين نتائج عيناتهم إيجابية.
وطبقًا لمركز "جوانجدونج" لمكافحة الأمراض والوقاية منها، أن تلك النتائج قد تؤكد علي احتمالية وجود مرضي يُعتقد في شفائهم ولكنهم مازالوا يحملون الفيروس، أو أنه قد عاد إليهم في صورة شبيه او تختلف قبل الإعلان عن إصابتهم، مما يزيد من تعقيد أي جهود مبذولة للسيطرة على تفشي المرض، وذلك في ظل عدم وجود أي استنتاجات علمية واضحة لذلك.
كيف حدث ذلك؟، وهل هؤلاء المرضي لا يزالون معديين؟، هذين السؤالين هما محور دراسة مركز "جوانجدونج" لمكافحة الأمراض والوقاية منها، والذي أكد أن المرضى ما زالوا يتعافون من التهابات الرئة، وأنهم مازالوا في صحة جيدة، وإن كان من المهم أن يراقب المرضي الذين تعافوا صحتهم، ويقوموا بعذل أنفسهم لأسبوعين علي الأقل بعد خروجهم من المستشفي، وإعادة الإختبار مرات متتالية كل اسبوعين.
تلك المُعضلة تطرح سؤالًا غاية في الأهمية، متي يتم الإعلان عن شفاء مريض بفيروس كورونا؟، وما هي المعايير الصحية التي تثبت عودتهم لحالتهم الطبيعية؟، وفقًا لأحدث إرشادات العلاج لـ Covid-19، والصادرة عن منظمة الصحة العالمية، يمكن إعتبار المرضى قد تم شفائهم وإخراجهم من المستشفى، وذلك بعد سلبية إختبارين متتالين لمسحات من الحلق والأنف، بالإضافة إلي فحص أشعة مقطعية يثبت عدم وجود آفات في الرئة، وأيضًا عندما لا تظهر عليهم أعراض واضحة مثل الحمى.
لكن السؤال الأهم، كيف تم اكتشاف تلك الحالات؟، الإجابة المُدهشة في فضلات المُصابين، فقد ظهرت النتائج الإيجابية في المرضى الذين تم شفائهم بعد إجراء مسحات علي الشرج، وهي طريقة نادرًا ما تستخدم في أجزاء الصين، خاصة بعد أن أظهرت دراسة بحثية لجامعة "غوانزو" الصينية وجود الفيروس في عينات "براز" بعض المُصابين، ما يعني وجود مسارات أخري لإنتقال العدوي.
المصدر:
مركز "جوانجدونج" لمكافحة الأمراض والوقاية منها
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية