بمجرد أن تبدأ أولي أيام شهر رمضان حتي يسارع المصريين إلي محلات الكنافة والقطايف، تلك الحلويات التي تُعد أحد أهم الطقوس والعادات التي ارتبطت بهذا الشهر الكريم، وأضحت جزء لا يتجزأ منه، ورغم توارث أجيال المحروسة عبر العصور، إلا أننا حتي اليوم لا نعلم السر وراء ارتباطهم بشهر رمضان.
قديماً كانت الكنافة تُعرف بـ"زينة موائد الملوك والأمراء"، إحدى الروايات التاريخية تؤكد أن أحد صانعي الحلويات في بلاد الشام قام باختراعها خصيصاً كي تُقدم لـ"معاوية بن أبى سفيان"، عندما كان والياً على الشام، وذلك بعد أن اشتكى لطبيبه من شعوره بالجوع في نهار رمضان، فوصفها له الطبيب لتمنع عنه الجوع الذي كان يشعر به، ومن ثم ارتبط اسمها باسمه، وكان يطلق عليها اسم "كنافة معاوية".
بعض الروايات الأخرى تؤكد إن المصريين عرفوا الكنافة قبل بلاد الشام، وظهرت لأول مرة في العصر الفاطمي، وتحديداً عند دخول الخليفة "المعز لدين الله الفاطمي" إلى القاهرة، حيث كان ذلك في شهر رمضان المبارك، وخرج الأهالي لاستقباله بعد الإفطار وقدموا له الهدايا، والتي كان من بينها الكنافة، والتي انتقلت بعد ذلك إلى بلاد الشام عن طريق التجار، ثم أصبحت بعد ذلك من الطقوس المرتبطة بشهر رمضان خلال العصور التاريخية المختلفة، بل واكتسبت طابعاً شعبيًا.
أما بالنسبة للقطايف، فلم يستدل حتي اليوم علي أي مراجع تاريخية موثقة تشير إلى أصلها، وسر ارتباطها بشهر رمضان، حتي الروايات التاريخية حول تاريخ ظهورها تضاربت، فبعضها يؤكد ظهورها في العصر الفاطمي، والبعض الأخر يقول أنها ظهرت في العصر المملوكي، أو العصر الأموي، وأوائل العباسي، والأكثر من ذلك أنه حتي اسم "قطايف" لم يستدل علي معناه أو حتي السبب وراء تسميته، وإن كان البعض يعتقد أن سبب تسميتها بهذا الاسم يرجع إلى أن ملمسها يشبه ملمس قماش القطيفة.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية