"لماذا دفع الأمير تشارلز وزوجته كاميلا، أكثر من 30 ألف جنيه مصري لقضاء ليلة واحدة في فندق وسط الصحراء؟.. هل تستحق تلك الغرفة 1420 جنيهاً إسترلينياً؟.. ما الذي وجداه في هذا الموقع المنعزل عن العالم؟".. تساؤلات تصدرت عناوين الصحف البريطانية تعليقاً علي زيارة أمير ويلز وولي عهد المملكة المتحدة وزوجته إلي مصر، في مارس 2006، واختياره فندقا منعزلاً يتوغل في قلب الصحراء الغربية.
صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، لم تكتف بتلك التساؤلات المثيرة، أتت إلي مصر بحثاً عن إجابة منطقية، تلك الإجابة اضطرتها لرحلة داخل واحدة من أشد صحاري العالم عزلة، فعلي بُعد أكثر من 800 كيلو متر من القاهرة في قلب الصحراء الغربية، وبعيداً عن شاطئ البحر المتوسط بأكثر من 300 كيلو متر، وبالقرب من الحدود الليبية، كانت المفاجأة التي جعلتهم يضعون ذلك الفندق الذي استضاف الأمير تشارلز وزوجته، ضمن أغرب فنادق العالم وأجملها.
فردوس مصر المفقود.. غائبة عن المصريين!
"واحة الهدوء.. عالم من الصخور والرمال البيئية.. جبل أبيض يُعيدنا إلي الطبيعة والفطرة".. تلك كانت الصفات الأولي للصحيفة البريطانية، فوسط صحراء سيوه واحة أشبه بالجنة، واحة اختصها ولي عهد بريطانيا وزوجته ليقضي فيها ليلة كاملة، واحة لم يسمع عنها أحد، حتي المصريون أنفسهم، واحة يمكن أن نطلق عليها "فردوس مصر المفقود"، رغم أنه مجرد "خان" أو فندق صغير الحجم.
رحلة صغيرة إلي ذلك الفندق، ستجعلك تدرك أنه حقاً فردوس مفقود، "أدرير أميلال" أو "الجبل الأبيض" باللغة الأمازيغية " Adrère Amellal"، ذلك اسمه، واحد من أغرب فنادق العالم عزلة، وفي نفس الوقت أكثر المنتجعات الصحراوية جمالاً، يفتقد كل شيء، الكهرباء، الهواتف، وسائل التكنولوجيا المختلفة، ولكنه في نفس الوقت يوفر كل وسائل الاسترخاء والاستجمام، والإضاءة بالشموع والفوانيس، ما يخلق مناخاً رومانسياً.
7 بحيرات تزينها أشجار الزيتون حول الفندق
الغريبة أن "أدرير أميلال"، والذي تحيط به سبع بحيرات ملحية من كل جانب، يلتف حولها أشجار الزيتون كما يلتف السوار حول المعصم، وقد يصل بعضها لأكثر من 25 كيلومتراً، تم صُنع جدرانه بالكامل من الرمال والتربة السيوية، والتي يطلق عليها اسم "الكيرشاف"، عبارة عن الملح المغلف بالطفلة "طين"، وثُبت علميا أنها مادة بناء عازل جيد للحرارة، مثل الطوب اللبن، ويستخدمها البناءون المحليون في سيوه منذ آلاف السنين، ما جعل "أدرير أميلال" واحة باردة وسط زمهرير الصحراء المصرية.
غرفة باردة في قلب الصحراء
الأكثر من ذلك أن الفندق رغم قلة غرفه، والتي لم تتعد الأربعين، صُنعت من نفس الـ"كيرشاف"، ولضمان امتصاص الحرارة كلها، تم صنع الأبواب والنوافذ والتركيبات من خشب الزيتون الممزوج بالتراب السيوي، الأسقف مصنوعة من أشجار النخيل، ما أدي إلي منع تسرب الحرارة نهاراً أثناء فتح الأبواب، ثم يعكسها ليلاً ليمنح الغرف دفئاً يقي السائح برودة الصحاري القارصة، ويحيط بالمنتجع أسوار صخرية ملحية، تستظل بالكثير من أشجار النخيل.
الطعام من شجر الحديقة بالفندق
"الديلي ميل" البريطانية، في تقريرها عن "أدرير أميلال"، قالت إن أغرب ما فيه الفندق، هو الاعتماد الكلي علي البيئة المحيطة به، بل والاكتفاء الذاتي من كل ما تنبته البيئة، حتي إن طهاة المطاعم المختلفة فيه يعدون أشهر الأطعمة السيوية بالطرق التقليدية، والتي يعتمدون فيها علي الخضراوات والفاكهة الطبيعية المقطوفة مباشرة من حديقة الفندق.
استراحة ادرير أميلال
استراحة أعلي الجبل الابيض في الهواء الطلق
استراحة لتناول القهوة اعلي فندق ادرير أميلال
السلم الداخلي
جلسة سمر للنزلاء
جلسة سمر مسائية
جناج من طابقين بأدرير أميلال
جناح رئيسي ذات جلسات عربية بالجبل الابيض
دورة مياة أحدي الغرف بالجبل الابيض
ساحة أدرير أميلال من اعلي جبل جعفر
ساحة الجبل الأبيض الداخلية
أحد غرف النوم الفردية
شاطئ بحيرة سيوة الاستشفائية
صورة بانورامية لأدرير أميلال وبحيرة سيوة من أعلي جبل جعفر
صورة بانورامية من أعلي بحيرة سيوة لأدرير أميلال والجبل الابيض
صورة ليلية لأدرير أميلال والجبل الابيض علي ضور النجوم والشموع
غرفة طعام العشاء علي ضوء الشموع
فندق أدرير أميلال الرئيسي من أعلي
قاعة الطعام الرئيسية بالمبني الرئيس لفندق الجبل الأبيض
قاعة الفطار الخارجية خلف صحور الجبل الابيض
مبني تجميع الخضروات والفاكهة واعداد الطعام مطل علي حديقة الجبل الابيض وبحيرة سيوة
مباني أدرير أميلال من أعلي المبني الرئيسي وفي الافق تظهر بحيرة سيوة
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية