لم يحصل علي أي شهادة دراسية، بل أنه لا يجيد القراءة والكتابة، منذ كان صغيرًا لم يتجاوز العاشرة من عمره، خرج إلي العمل في منطقة كوم الدكة بمحافظة الإسكندرية، تلك المنطقة التي تشتهر بالحرف اليدوية، لم يلفت نظرة في بادئ الأمر سوي تلك الحرفة التي اعتبرها فنًا راقيًا، فوفقًا له تعد صناعة "القويم" أو النحت علي الخشب، فنًا لا يختلف عن كل فنون النحت علي الحجر أو البرونز أو حتي الخزف والفخار.
نبيل فاروق، ذلك اسمه، والذي يتشابه إلي حد كبير مع اسم أحد أشهر كُتاب قصص التجسس والخيال العلمي في مصر، ولا عجب في ذلك فقد تشابها في طريقة النسج بالأنامل وتحويل الشيء الي فن قائم بذاته، أحدهما يخط بالقلم، والأخر يخط بقطعة من الحديد تُسمي "أزميل"، لم يتجاوز الخمسين من عمره، لم يرث عن والده سوي تلك الحرفة، رغم سنوات عمره يقف يوميًا عشرة ساعات لثلاثة أيام متواصلة من أجل نحت قطعة فنية علي الخشب.
"القويم الخشبية لم تعد مثلما كانت، ننتظر اليوم الذي نعلن اندثار تلك الحرفة اليدوية".. هكذا عبر الأسطي نبيل حسب شهرته بمنطقة كوم الدكة، فتلك الحرفة تغير شكلها باختلاف الزمن، وبإختفاء الحرفيين أنفسهم، بل أن ارتفاع أسعار الخشب نفسه أثر علي تلك الحرفة، فمنذ 25 عام كان سعره لا يتخطي 85 جنيها، في حين انه تجاوز اليوم 12 ألف جنية.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية