"هنا المحطة الفضائية الدولية، ونسمعكم بوضوح".. داخل مسرح "إيمكس" في مركز فرجينيا للطيران والفضاء VASC"" في هامبتون بفرجينيا، أنطلق صوت رائد وكالة الفضاء الأوروبية "أليكس جريست"، ليجيب علي السيدة الأولي لولاية فرجينيا، باميلا نورزام"، والتي كانت تردد منذ قليل، "هنا مركز "لانجلي" للأبحاث بمركز فرجينيا للطيران والفضاء، هل تسمعني؟".
منذ ثلاث ثوان لم يستطع "جريست" أن يلبي نداء سيدة فرجينيا الأولي، داخل القاعة ينتظره 800 من الطلاب المشاركين، فالمسافة التي يبتعد عنها رائد الفضاء داخل المحطة الفضائية الدولية، والتي تدور علي بُعد 250 ميلًا من الأرض، وذلك من خلال مركز التحكم الموجود بمركز جونسون للفضاء التابع لـ"ناسا" في هيوستن، ومتنقلًا بين عدة أقمار صناعية، كانت تحتاج لتلك الثواني الثلاث، وبمجرد أن وصل صوته إليهم، ضجت جميع من بالقاعة بالتصفيق.
طبقًا للمحررة العلمية "كريستين دامادو"، والتي نقلت ذلك الحدث عن الباحثة بمركز أبحاث ناسا لانجلي، فأن لقاء الطلاب والذي اعتادت ولاية فرجينيا الأمريكية لتنظيمه بالتعاون مع وكالة ناسا الفضائية، وذلك في إطار جهودها لتشجيع الطلاب على الانخراط في المجالات ذات الصلة بالعلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات، لذلك أعلنت "كليتون تورنر"، نائب مدير "لانجلي"، أن تلك التجربة تُعد فرصة لمساعدة الطلاب على اكتشاف شغفهم، كما أنها محاولة جادة لمنح وكالة ناسا ورواد فضائها، الفرصة لمشاركة الإثارة مع الآخرين.
الحقيقة أن الدافع وراء حماسة "باميلا نورزام"، السيدة الأول لفرجينيا لتنظيم ذلك الحدث في العاشر من يوليو من العام 2018، وشارك فيه حوالي 400 طالب من مراكز التعلم المجتمعي بالقرن الـ21، ونوادي البنين والبنات، ومن مؤسسة (FOHTA)، بالإضافة إلى استضافة 400 طالب من أنحاء كنتاكي، وكارولينا الشمالية، وكارولينا الجنوبية، وفرجينيا، وفرجينيا الغربية، تعود كونها كانت تعمل مدرسة للعلوم، وكثيرًا ما عبرت عن سعادتها بذلك الدور الذي تلعبه وكالة ناسا لإلهام وإشراك جيلنا القادم من العلماء والمهندسين".
انطلق البث المباشر داخل مسرح "إيمكس" في VASC، لتظهر صورة "أليكس جريست" على شاشة يبلغ طولها 50 قدمًا، لينطلق الهتاف والتصفيق من الطلاب، ثم بدءوا في منح الفرصة للطلاب ليسألوه عن الحياة بالمحطة، كان السؤال الأول من "داستي فيلمان"، الطالب بالسنة الأولى في مدرسة هامبتون الثانوية، قائلًا: "ما نوع التدريب التقني الذي تلقيته لتتأكد من قدرتك على إصلاح أي مشكلة ميكانيكية تواجهك بالمحطة الفضائية الدولية؟".
"لدينا فقط واحة صغيرة واحدة في عالم أسود، لذلك يجب أن نعتز ونعتني بها".. كانت تلك هي أخر إجابات "أليكس جريست" علي أسئلة الطلاب في مسرح "إيمكس"، وكان يقصد الكرة الأرضية، وأنه يحب كثيرًا أن يلتقط الصور من نافذة المحطة لتلك الواحة الزرقاء، مؤكدًا أنه بالرغم من تعلمه الكثير من وكالة ناسا إلا أنه تعلم أكثر من دروس الحياة.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية