الرحالة الصغيرة "سوموليكا"

"مصر بعيون هندية".. حلم الطفولة الذي أصبح حقيقة

منذ سنوات ليست بالبعيدة، جلست تلك الطفلة داخل فصلها تستمع إلي قصص المصريين القدماء، وكيف أنهم صنعوا أقوي وأرقي حضارة عرفتها الإنسانية، راحت تلتهم صور الأهرامات وأبو الهول، وفي المساء تحلم بأساطير الملوك العظام، شيدت في مخيلتها معابد ومسلات الفراعين الأولين، عاشت طفولتها تلتهم العشرات والمئات من الكتب عن ذلك الشعب العريق، فُتنت بشخصيات الجميلات، نفرتاري، حتشبسوت، كليوباترا، وعندما جاءها والدها بتذاكر رحلتها إلي مصر، أيقنت أن حُلمها القديم قد تحقق.

 

سوموليكا داس أو Das Sumelika فتاة هندية، لم تتعد العشرين من عمرها بعد، ولدت في مدينة "كولكاتا"، ذات الأصول البنغالية، ورغم أنها تدرس الطب، لقبها البعض بالرحالة الصغيرة، لعشقها السفر والترحال إلي البلاد التي حلمت بزيارتها، وفي أكتوبر عام 2016 جاءت إلي مصر لتقضي بضعة أيام بين القاهرة والأسكندرية وأسوان، ونشرت في مدونتها الشخصية "My Not So Secret Diary"، تفاصيل رحلتها المصورة إلي ارض الأحلام.

"بمجرد أن شاهدت الهرم ركضت لألمس حجارته العتيقة".. بتلك العبارة بدات "Sumelika" قصتها المصورة، فقد اختارت اسرتها فندقًا مجاور لأهرامات الجيزة، ليتمكنوا من الاستمتاع بعظمة أخر عجائب الدنيا السبع، وبعد أن انتهوا من تناول الطعام، وقبل ان تغرب الشمس، قرروا الذهاب إلي الأهرامات قبل ان تبدأ حفلات الصوت والضوء، وبمجرد أن تخطت الرحالة الصغيرة بوابات الدخول، أطلقت شهقة الإنبهار، ثم انطلقت تهرول إلي الهرم الأكبر غير مصدقه، كانت ترغب في لمس أحجارها العتيقة، ثم بدأت في التسلق في مهمة وصفتها بأنها لم تكن سهلة علي الإطلاق، ولم تنسي بعد نزولها أن تنتقي جملًا هادئًا ليذهب معها في جولة استغرقت 20 دقيقة.

 

 في اليوم التالي للزيارة قامت "Sumelika" بزيارة معهد البردي لتري كيف كان يصنع المصريين القدماء أوراق البردي، وقامت باقتناء لوحة للجميلة المكلة نفرتيتي، ثم انطلقت بعد ذلك في رحلة سريعة إلي المتحف المصري، وداخل غرفة الممياوات، أعلنت عن دهشتها بالهيئة التي عليها الملك رمسيس، وكيف أن جسده مازال يحتفظ بهيئته، حتي شعر رأسه لازال موجودا، ثم اتجهت بعد ذلك الي غرفة الملك توت عنخ أمون.

في مساء ذلك اليوم، اتجهت الرحالة الصغيرة إلي منطقة خان الخليلي، لتستمع بالكثير من البازارات، ومحلات صناعة الهدايا اليدوية، والعطور، والأعشاب الطبية، كانت تقتني بعض المقتنيات التي رأتها في متناول يدها، وبعد ان انتهت الجولة انتقت أحد المقاهي الشرقية المنتشرة بجوار الخان، ليستمعوا إلي الفقرات الفنية والموسيقى الشرقية.

 

وفي صباح اليوم التالي انتقلت "Sumelika" برحلتها الي مدينة الاسكندرية، حيث ظلت هناك ثلاثة أيام، قامت خلالها بزيارة منطقة كوم الشقافة والقابر الرومانية، كما قامت بزيارة السرابيوم وعمود السواري، والمكتبة القديمة، ومتحف الأسكندرية، وفي أحد الايام ذهبت إلي حديقة المنتزة لتتجول في قصورها ومعالمها الفريدة من نوعها.

اختتمت "Sumelika" رحلتها بزيارة قصيرة إلي مدينة أسوان، تلك المدينة التي وصفتها بأصل الحضارة والتاريخ المصري، وأنها مدينة بطعم القبائل النوبية الأصيلة، وكيف أن طبيعتها الجيولوجية ساهمت في جريان نهر النيل من الجنوب إلي الشمال، ما اكسبها مُسمي مصر العُليا رغم وجودها في الجنوب، كانت زيارتها الأولي الي السد العالي، ثم إلي بحيرة ناصر التي تُعبد أكبر بُحيرة عذبة في العالم، ومنها إلي معبد فيلة، والمخصص لعبادة الآلهة إيزيس ألهة السحر والجمال، وقالت أنها شعرت بالفخر والعظمة في حضرة تلك العمارة والرائعة التي تحدت العلوم والتاريخ، واختتمت رحلتها في المدينة بزيارة معبد حتشبسوت.

 

وفي اليوم التالي ذهبت "Sumelika" في رحلة خاصة إلي القرية النوبة، وجزيرة فيلة، واستمتعت بالغناء والرقص مع الأطفال النوبيين، وكيف انها شعرت بالسعادة من استضافة ترحيب الأسر النوبية بها، وكيف انها استمتعت بالشاي والكركدية بصحبه زوجاتهم، وكيف أنها اندهشت عندما وجدتهم أن التماسيح مجرد حيوانات أليفة في منازلهم.

تلك كانت تفاصيل الرحلة التي كانت حُلما فتحقق علي أرض مصر، وقامت الرحالة الهندية الصغيرة " Das Sumelika" بتسجيلها مصورة في مدونتها "My Not So Secret Diary"، ودعت اصدقائها الهنود ليعيشوا تجربتها في أحضان الحضارة المصرية.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية