تنين كومودو، أوحفيد الديناصورات، تلك السحلية التي يعدها خبراء علم الحيوان الناجي الوحيد من عصر الديناصورات، تلد أنثاه وهي عذارى، فغالبًا ما ترفض هذا الذكر، ولا تجتمع به إلا بعد معركة طاحنة.
الغريب أن بيض أنثي الكومودو غير المُخصب، والذي كان من المفترض وراثيًا أن يحمل نصف جيناتها، علي أن يحمل النصف الأخر جينات الذكر، ولكن الأبحاث الجينية وجدت أن نصف مجموع الانثي من الكروموسومات يتضاعف بشكل مخالف للطبيعة، بل أن هذا التضاعف يغطي احتياجات الجنين من الجينات.
أما عن عملية التخصيب نفسها فهي معجزة في حد ذاتها، خاصة وأن التخصيب يتم بشكل ذاتي، وهي عملية متفردة تسمي التوالد العذري "parthenogenesis"، أو التلقيح العذري، في تلك العملية تتطور البويضة غير المخصبة إلى مرحلة النضج في 70 نوعًا من الفقاريات، من ضمنها الأفاعي الأسيرة وأنواع سحالي الوَرَل، ما يعني أن أغلب الزواحف تتكاثر بهذه الطريقة، بل أن بعض السحالي ذات الذيل السوطي تتكاثر بشكل لا جنسي، وبيضها لا ينتج سوي الإناث فقط.
أكثر ما لفت نظر الباحثين وعلماء الحيوان قدرة أنثي تنين الكومودو علي ممارسة عملية الإنجاب بكلا الطريقتين، فطبقًا للظروف المحيطة بها يمكنها التكاثر جنسيًا ولاجنسيًا، ففي معظم حدائق الحيوانات، تعيش تلك الإناث وحيدة وتبقى منفصلة عن الذكور، وفي النهاية ومع عدم وجود شريك من الذكور في عملية التكاثر، تنتج بيضات الإناث ذكور، هنا فقط تضطر الأنثي للخروج من عزلتها بحثًا عن ذكر، أو تضطر للتزاوج مع طفل من أطفالها الذكور.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية