صاحب الـ236 قصة.. 80 أسطورة و64 فانتازيا و52 سافاري

"أحمد خالد توفيق".. العراب ملك أدب الرعب الذي رحل في صمت

"أعتقد أني شخصا مملا إلى حد يثير الغيظ .. لم أشارك في اغتيال لنكولن ولم أخطط لهزيمة المغول في عين جالوت.. لا أحتفظ بجثة في القبور أحاول تحريكها بالقوى الذهنية.. ولم ألتهم طفلًا منذ زمن بعيد".. بتلك العبارة وصف الكاتب المصري "أحمد خالد توفيق" نفسه، رغم أنه أحد أشهر الكُتاب بين الشباب من محبي قراءة أدب الرعب والفانتازيا والخيال العلمي، حتي لُقب بالعراب.

 

"أنا يا رفاق أخشى الموت كثيرًا.. ولست من هؤلاء المدعين الذين يرددون في فخر بطولي.. نحن لا نهاب الموت.. كيف لا أهاب الموت وأنا غير مستعد لمواجهة خالقي.. إن من لا يخشى الموت هو أحمق أو واهن الإيمان".. كانت أغرب مقولات أحمد خالد توفيق عن الموت، والذي أظهر من خلالة مدي الهيبة من تلك الحقيقة المؤكدة، قبل أن يجد نفسه فجأة مجرد خبر في مجلة أو سطرًا في حكم محكمة، كما يقول دائمًا، ليغيبه الموت عن دنيانا في الثاني من إبريل عام 2018.

وُلد الكاتب أحمد خالد توفيق في العاشر من يونيو عام 1962 بمدينة طنطا بمحافظة الغربية، تخرج من كلية الطب جامعة طنطا عام 1985، كمتخصص في الأمراض الصدرية، حصل على درجة الدكتوراه عام 1997 في طب المناطق الحارة، بدأ حياته الأدبية عام 1992، عندما تقدم إلى المؤسسة العربية الحديثة برواية "أسطورة مصاص الدماء" أول رواية في سلسلة ما وراء الطبيعة، إلا أنها لم تلقى أي قبول في المؤسسة، بل أن أحد مسئوليها نصحه بالتخلي عن ذلك النوع من أدب الرعب، والتوجه إلى الأدب البوليسي.

 

لم يقتنع أحد داخل المؤسسة العربية الحديثة بروايته سوي "أحمد المقدم"، والذي اعتبر مؤلفه لونًا جديدًا في عالم الرواية العربية، يستحق أن يأخذ فرصته في الإنتشار والنجاح، فأقنع مدير المؤسسة بتشكيل لجنة لدراسة قصته، ولكنها أفادت بأن أسلوبها ركيك ومفكك وتنقصه الحبكة الروائية، بالإضافة إلى غموض الفكرة، فسقط "أحمد خالد" في دوامة من الإحباط الشديد، لم ينقذه منها سوى مدير المؤسسة "حمدي مصطفى"، والذي أخبره بأنه سيعرض قصته على لجنة أخرى.

"لن أنسى للدكتور نبيل فاروق أنه كان سببًا مباشرًا في دخولي المؤسسة، وإلا فإنني كنت سأتوقف عن الكتابة بعد عام على الأكثر".. بهذه العبارة التي طالما ذكرها الدكتور "توفيق" في أحاديثه الصحفية، أكدت بأن رأي اللجنة الثانية التي كانت برئاسة الروائي "نبيل فاروق"، جاء منصفًا بشكل لم يكن يتوقعه، فقد أفادت بأن أسلوب الرواية ممتاز، وأن حبكتها الروائية متماسكة، بالإضافة إلى ما يتوفر بها من إثارة وتشويق، وهذا ما شجعه على الاستمرار في الكتابة.

 

وفي عام 1993، قام توفيق بتحويل تلك الرواية إلى سلسلة قصصية تحت أسم "ما وراء الطبيعة"، مكونة من 80 عدد، كل قصة منها تتناول أسطورة شعبية مختلفة، كأسطورة النداهة، ووحش البحيرة، والموتى الأحياء، وآكلي لحوم البشر، ولعنة الفرعون، حتى أنهى السلسلة في عددها الأخير بعنوان "أسطورة الأساطير"، التي صُدرت عام 2014، بموت بطلها الرئيسي.

طيلة عشرون عام قدم أحمد خالد توفيق 6 سلاسل قصصية، بلغت أعدادها إلى 236 عدد، منها 64 عدد في سلسلة "فانتازيا"، والتي بدأت عام 1995، وهي مجموعة تدور أحداثها في إطار من المغامرات والخيال العلمي، وكانت تعد نوع جديد ونادر من روايات النقد الخيالية، وفي عام 1996 بدأ في إصدار أول روايات سلسلة "سافاري"، والتي وصلت أعدادها إلى 52 عددًا، تدور أحداثها داخل القارة الأفريقية بما تحمله من تحديات ومخاطر ومغامرات.

 

بدأ خالد توفيق في ترجمة سلسلة روايات عالمية، خلفًا للدكتور نبيل فاروق، والتي تركها لانشغاله، فقام بترجمة سلسلة روايات "رجفة الخوف" للمؤلف الأمريكي "م.د. سبنسر"، وهي مجموعة قصصية لرعب الأطفال تتكون من 36 عدد، كانت تنشر في الولايات المتحدة الأمريكية تحت إسم "شيفرز"، كما قام بترجمة ثلاث روايات لسلسلة "نادي القتال" للروائي الأمريكي "تشاك بولانيك"، ورواية "ديرمافوريا" للروائي "كريج كليفنجر"، وكتاب "المقابر" للكاتب البريطاني "نيل غيمان"، ورواية "عداء الطائرة الورقية" للأفغاني خالد حسيني.

وفي عام 2004، بدأ في كتابة القصص في مجلة الشباب تحت عنوان "الآن نفتح الصندوق"، وفي عام 2006 صدرت له أول رواية لسلسلة "www"، التي تدور أحداثها حول عالم من الغموض والرعب المرتبط بالعالم الإفتراضي، من فيروسات ذكية وبرامج خطيرة تحاول العبث بحياة البشر، إلا إنه لم يقدم سوى 5 أعداد فقط في هذه السلسلة، إلى جانب تأليفه لعدد من الروايات التي حققت نجاح جماهيري، أشهرها "يوتوبيا" عام 2008، و"السنجة" عام 2012، و"في ممر الفئران" عام 2016، ورغم نشاطه الأدبي إلا أنه أستمر بالعمل في مجال الطب حتى توفي صعدت روحه إلي خالقها.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية