أغلى جبال العالم، قوس صغير من الصخور، تألقه الباهر تحت أشعة الشمس، يجعله كتاج مزدان بالآلاف من الجواهر الملونة وسط الصحراء، جعله كنز يلهث وراءه كل باحث عن الثراء، وهذا ما يجذب إليه الكثير من السائحين والمحليين، فعادة ما يرغب الزائر إلية للحياة وسط جواهره المبعثرة في منظر فريد من نوعه.
"جبل الكريستال".. يقع داخل الصحراء البيضاء على بعد 120 كيلومتر من واحة الفرافرة، و160 كيلومتر من الواحات البحرية، يُعتبر من أندر الجبال في العالم، فهو عبارة عن جبل كامل من خامات الكريستال المختلفة، حيث يوجد به أكثر من 12 نوع من أنواع الكريستال، تتجمع مع بعضها البعض في كتلة جبلية ضخمة.
عادة ما يعتقد الجميع أن جبل الكريستال جبلا عملاقا يرتفع عن سطح الارض الصحراوية، ولكنهم يُصدمون حينما يقومون بزيارته، فالجبل مجرد تلال متوسطة الحجم مُبعثرة ومنتشرة بين الواحة البحرية، وواحة الفرافرة في الصحراء الغربية.
طبقا للجيولوجيون، قديماً كان جبل الكريستال عبارة عن كهف كامل من الصواعد والهوابط، ومع مرور الزمن ونتيجة لعوامل التعرية، فقد هذا الكهف سقفه، وتشير دلالات قديمة إلى أن تلك المنطقة أرتطم بها نيزكا ضخما منذ ملايين السنين، وان إصطدامه بالأرض ولد حرارة عالية أدت إلى إنصهار الصخور، حتى تحولت إلى قطع من الكريستال النفيسة.
وجود هذا الكنز في مكان متاح للجميع أدى إلى تدميره، فكان معظم السائحين وحتي المحليين، يصرون على الذهاب إلى جبل الكريستال، لجمع بعض القطع من بلورات الكالسيت المتناثرة، وقد اعتقد "الخرتية"، وهم العاملون كـ"أدلاء" و"مرشدي" الصحراء، تخيلوا أن السائحين يجمعونها كنوع من الهواية لجمع الأحجار الملونة، ما هدد باختفائه.
ويوما بعد يوم، أصبح الجبل خالي تماما من قطع الكريستال، ولم يتبق سوى هيكل الجبل الصلب الذي يصعب تكسيره، هنا، إكتشف "الخرتية" بعد فوات الأوان أن عددا كبيرا من السائحين لم يأتوا إلى هذه المنطقة بهدف السياحة أو السفاري فقط، وإنما كان الهدف الأكبر هو جمع هذه القطع، التي تبين لهم أنها ليست مجرد أحجار ملونة، ولكنها من أغلى أنواع الحجارة في العالم، بل أن وزارة البيئة لم تنتبه إلى أهمية المنطقة، إلا بعد أن أصبح الجبل عار تماما من كنوزه المتناثرة، ثم أعلنت الجبل كمحمية طبيعية عام 2008.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية