"كان من المفترض أن يقفوا حراساُ علي حيوانات حديقة الجيزة، ولكن جمالهم الأخاذ أخبر الخديوي إسماعيل علي الاستعانه بهم لتزيين أقدم كوبري علي نهر النيل".. لا اعتقد أن أحد في مصر يعرف تلك المعلومة، فحينما شرع في بناء كوبري "قصر النيل"، أول كوبري علي نهر النيل في أواخر القرن التاسع عشر، وتحديدا في عام 1869، أراد أن يزين مداخله بتماثيل عملاقة، فقام بتحويل موقع الأسود علي بابي حديقة الحيوان، واستعيض عنهم عند افتتاح حديقة الحيوان عام 1891، بلوحات مجسمة على المدخل تصور مختلف حيوانات الغابة.
أسود قصر النيل من البرونز، تقف في ثبات على مداخل الكوبري، في رمز لحمايته من كل شر قد يلحق به، أبدع في صناعتهم المثال الفرنسي الشهير "هنري جاكمار"، عقب صدور مرسوما ملكيا عام 1971، وصُنعت خصيصا في فرنسا قبل أن يتم نقلها إلى القاهرة عبر الإسكندرية، وبتكلفة وصلت إلي 198 ألف فرنك، واشتهر الخديوي منذ ذلك الوقت بـ"أبو السباع".
صُنعت تماثيل أسود قصر النيل في الأصل لكي توضع على بوابتي حديقة حيوان الجيزة، لكن حين وصلت التماثيل الأربعة إلى القاهرة من فرنسا، كان الخديوي إسماعيل قد خلع وتولى ابنه الخديوي توفيق، وكانت تُجري في ذلك الوقت عملية تجميل كوبري الخديوي إسماعيل كما كان يسمى الكوبري آن ذاك، ورأى الخديو توفيق أن الكوبرى يحتاج لمظهر يليق بهيبة اسم والده، فتم وضع أسدين على كل مدخل.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية