في الوقت الذي تتزايد فيها الأخطاء الطبية داخل المستشفيات المصرية إلي معدلات غير مسبوقة، وتصل في بعض التقارير الصادرة عن الطب الشرعي إلي حوالي 10 آلاف ضحية سنويا تموت بفعل الإهمال والأخطاء داخل غرفة العمليات، تقدم فريق من شباب المخترعين بأول إبتكار حقيقي لمساعدة الجراحين داخل غرف العمليات ولإنقاذ ضحايا الإهمال الطبي.
فعلي الرغم أن "الأخطاء الطبية" تزداد بشكل سنوي بثلاثة أضعاف، طبقا لأحدث تقارير كلية تمريض جامعة القاهرة، إلا أن الإحصاءات والتقارير الرسمية لم ترصد أي رقم حقيقي أو صحيح أو حتي رسمي عن ضحايا الأخطاء الطبية، وأن كانت لجنة الشكاوى بنقابة الأطباء تؤكد علي إنها تتلقي 100 شكوى يوميا، وان كانت لا تنظر إلا في ستة تحقيقات فقط، في حين يكون مصير 94% من الشكاوى الحفظ.
والحقيقة التي لا جدال فيها أن نسبة الأخطاء الطبية عالميا في حالة ازدياد مطرد، فطبقا لمنظمة الصحة العالمية هناك ما يقرب من 98 ألف خطأ طبي يرتكب بالمستشفيات الأمريكية، بالإضافة إلي 43 ألف خطأ يرتكب بالمستشفيات البريطانية، و18 ألف خطأ بالمستشفيات الفرنسية، وحتي في الدول العربية وتحديدا في المملكة العربية السعودية هناك 1200 خطأ طبي علي اقل تقدير.
"المعلومة.. ثم المعلومة.. أهم ما يحتاج إليه الطبيب".. هذه فى العادة أهم ما يطالب به الأطباء ويؤكدون أنه السبب فى ارتفاع نسبة الأخطاء الطبية، مبينين أن غرفة العمليات تفتقد الكثير من الإمكانيات والأدوات التى تؤهلهم فى أداء عملهم وجراحاتهم.
الغريبة أن فريقًا علميا شابا مبتكرا تمكن من اختراع نظارة طبية تمكن الطبيب من أداء عمله داخل غرفة العمليات بتوفير كل المعلومات المتاحة عن المريض، فقد رأى فريق "ميديكا" أن المعلومة بالنسبة للجراح داخل غرفة العمليات تعد أهم المكونات لنجاح أي جراحة، وطبقا للفريق الذى يتكون من نور الدين أحمد وأنور رضا الوكيل ووليد حلمي وأمجد محمد سري، الذين تمكنوا من تصميم أول "نظارة طبية" يرى فيها الجراح كل المعلومات التى يحتاجها أثناء إجراء الجراحة.
المعلومات بتقول أن المريض المصري يتعرض لستة أخطاء طبية قاتلة يوميا، وان 90% من تلك الأخطاء كانت لغياب المعلومة، لذلك كانت رؤية فريق "ميديكا" التي رأت أن المعلومة بالنسبة للجراح داخل غرفة العمليات تعد أهم مكون لنجاح أي جراحة، وطبقا للفريق الذي يتكون من نور الدين أحمد وأنور رضا الوكيل ووليد حلمي وامجد محمد سري، الذين تمكنوا من تصميم أول "نظارة طبية" يري فيها الجراح كل المعلومات التي يحتاجها أثناء إجراء الجراحة.
وقد أكد نور الدين احمد أن النظارة الطبية ستمكن الجراح من الحصول علي أي معلومة لها علاقة بالمريض، من تشخيص وأشعة ورسم قلب وتحاليل وأنواع الأدوية التي يتناولها، مشيرا إلي أن التصميم يعتمد علي تكنولوجيا الكومبيوتر و"السوفت وير"، وان الفريق سيقوم حصل علي تمويل 90 ألف جنية للتوسع في صناعة وتصميم الكاميرا، وأنهم يتعاونون حاليا مع احد مستشفيات القاهرة لمعرفة كل المشاكل التي تواجه الجراحين.
يأتي ذلك في الوقت الذي رصدت فيه الجمعية المصرية للدفاع عن ضحايا الإهمال الطبي في أحدث تقاريرها أن هناك 900 قضية إهمال طبي ضد أطباء وفقا لتقديرات النيابة العامة أي بمتوسط 3 قضايا يوميا، بالإضافة إلي تلقي وزارة الصحة نحو 1200 شكوى سنويا ضد الأطباء، بمعدل يصل الي120 شكوى شهريا، أي أن الأطباء المصريين يرتكبون 2100 خطأ قاتل سنويا بمعدل ستة أخطاء يوميا.
فى البداية أكد الدكتور منير فوزي سكرتير الجمعية المصرية للأخلاقيات الطبية أن السبب الرئيسي للأخطاء الطبية وكوارث الجراحين يعود لستة عوامل رئيسية، أهمها كفاءة الإمكانيات المحيطة بالجراح، وجودة الآلات التى يتعامل بها الجراح، وكفاءة قسم التخدير وطبيب التخدير، وكفاءة إدارة المستشفى والعاملين به، ومدى تطبيق الثواب العقاب على كل من يخطئ من الأطباء والممرضين، وفى النهاية يعود إلى درجة تمكن الطبيب نفسه ومدى تخصصه فى الجراحة، مبينا أن لجنة آداب المهنة بنقابة الأطباء تحقق فى كل شكوى يتم تقديمها ضد الأطباء.
وأوضح الدكتور منير فوزي أن هناك جهات رقابية على المستشفيات الحكومية والخاصة متمثلة فى آداب المهنة فى نقابة الأطباء ولجنة التفتيش الحر وهذه الجهات تقوم بالتحقيق فى أي شكوى يتم تقديمها من أي مريض، مشيرًا إلى أن بعض الشكاوى تكون مقدمة على فهم خاطئ ففي بعض الأوقات تكون مضاعفات طبية وليس إهمالا، بالإضافة إلى عدم القدرة على التحكم فى مستشفيات "بير السلم" التى تنتهك الأجساد وتعمل بدون أي ضوابط ومعايير.
وأوضح فوزي أن أكثر من 80% من الأخطاء الطبية ترتكبها مؤسسات العلاج الخاصة، وان أكثر من 82 ألف منشأة علاجية خاصة بعيدة كل البعد عن رقابة الدولة، سواء كانت تلك المستشفي مرخصة أو لا تحمل ترخيص، مشيرا إلي أن وزارة الصحة قامت بإغلاق 2134 مستشفى وعيادة ومركز علاج طبيعي بسبب الإهمال الطبي داخل هذه المنشآت وعدم مطابقتها للمواصفات الطبية في أخر ثلاثة سنوات، وان محافظة القليوبية والجيزة والقاهرة جاءوا في المراكز الثلاثة الأولي.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية