من يتابع إحصاءات المنظمة العالمية للملكية الفكرية "WIPO" سيجد أن المكتب المصري سجل طوال 62 عاما ما يقرب من 26 ألف براءة اختراع، 80% منهم لمخترعين أجانب، اي ما يعادل 20 الف براءة إختراع، معني هذا أن العقل المصري لم ينتج سوي 6 ألاف إختراع طوال ستة عقود أي بمتوسط 96 إختراع مصري سنويا، والأكثر من ذلك أن نسبة تطبيق تلك الاختراعات في مصر لم تتجاوز 2-3% فقط، أي أن كل ما تم إنتاجه صناعيا وتطبيقه علي ارض الواقع لم يتخطى 120 براءة إختراع، أي بمتوسط ما يعادل إختراعين فقط سنويا.
طبقاً للإحصاءات الرسمية قدم العالم خلال المائة عام الماضية ما يقرب من 31 مليون براءة إختراع، لم تساهم مصر سوي بحوالي 0.08% فقط من مستوي الاختراعات التي قدمها مخترعي العالم، فقد كشفت المنظمة العالمية للملكية الفكرية "WIPO" الفروق الشاسعة بين المخترعين المصريين والمخترعين المصريين والتي تصل إلي عشرة أضعاف لصالح المخترع الإسرائيلي.
الغريب أن أكثر ما اشتكي منه المخترع المصري هو "الكعب الداير" الذي يضطر لمواجهته للحصول علي براءة إختراع، فقد أكدوا جميعاً أن الروتين والاتفاقات الدولية تحاصر المخترع المصري، وان تلك القوانين تجعل من المخترع يعيش "كعب داير" لأكثر من 35 شهر دون أن تصدر له البراءة، وان المخترع المصري أصبح يعمل بمبدأ "إخدم نفسك بنفسك"، بل ويطالب بإنشاء شركة مساهمة لتنفيذ أفكاره وابتكاراته.
منذ أكثر من ستة عقود مضت لم يعاني المخترع المصري ما يعانيه اليوم، فأول مخترع مصري وعربي حصل علي البراءة في 20 أكتوبر سنه 1951، وكان قد تقدم بطلب البراءة قبل هذا التاريخ بأربع أشهر فقط وتحديدا في 19 يونيو 1951، مبينا انه رغم التطور الذي شهده العالم إلا انه بعد ستة عقود ارتفعت فتره انتظار المخترع 8 أضعاف، من 124 يوم إلي 1064 يوما كاملة يتعرض فيها للسرقة والاحتيال.
براءة الاختراع التي نتحدث عنها الأن تخص المهندس أحمد محمود الشايب الملقب بشيخ المخترعين المصريين باعتباره أول مخترع مصري وعربي في العصر الحديث، ومؤسس جمعية المخترعين والمبتكرين المصرية عام 1984 ورئيسها لمدة خمسة عشر عاما.
برءاة الاختراع التي حصل عليها الشايب جاءت في سبع صفحات تحت اسم "طلمبة ماصة كابسة ذات إطار مطاط"، تقوم مقام المكبس في طلمبات المياه العادية, ولا تحتاج لمجهود عضلي كبير لتشغيلها لكبر الرافعة المستعملة في ضغط وبسط الإطار المطاط ولانعدام عوامل المقاومة والاحتكاك، وقد اهتم المخترع في صفحاته بتقديم وصف تفصيلي للطلمبة بالإضافة إلي انه وضع 3 رسوم تخطيطية للإختراع.
وإلي جانب هذا الاختراع كان لشيخ المخترعين الكثير من الاختراعات في العديد من المجالات المختلفة كالطاقة الشمسية والآلات الزراعية وحنفيات المياه, سجل منها 24 اختراعا في مصر وإيطاليا والولايات المتحدة الأمريكية ومنها مجمع لتسخين المياه بالطاقة الشمسية يمتاز بوجود خزان المياه وألواح امتصاص الحرارة في صندوق واحد مصنوع من الفيبرجلاس, ليحل محل الخزانات المنفصلة في مجمعات تسخين المياه المماثلة، بالإضافة إلي آلة للري بطريقة الإزاحة تمتاز بسهولة إنتاجها وتجميعها وصيانتها وسهولة نقلها للحقل وتثبيتها علي قنوات الري.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية