من أشهر مباني القاهرة الأثرية حيث قامت شجرة الدر ببناء هذه القبة لزوجها السلطان الملك الصالح ايوب بن الملك الكامل محمد بن ابى بكر بن أيوب، وذلك لدفنه بها بعد وفاته أثناء أحداث معركة المنصورة الشهيرة، ضد الصلبيين سنة 647 هجريا/1249م.
حلت القبة محل قاعة شيخ المالكية، وقد كان موضع المسجد والمدرسة والقبة الصالحية القصر الشرقى الفاطمى الكبير.
وكانت القبة تتكون من بناءين أحدهما قبلي، ضاعت معالمه وشغلت مكانه أبنية حديثة، والثاني بحري لم يتخلف منه سوى إيوانه الغربي الذي يغطيه قبو معقود، وكان كل من البناءين يشتمل على إيوانين متقابلين أحدهما شرقي والآخر غربي وصف من الخلاوي على كل من الجانبين ويفصل هذين البناءين ممر يقع في نهايته الغربية مدخل المدرسة الذي يتوسط الوجهة تعلوه المئذنة.
وما زالت هذه الوجهة محتفظة بتفاصيلها المعمارية فهي مقسمة على يمين المدخل ويساره إلى صفف قليلة الغور فتح أسفلها شبابيك تغطيها أعتاب امتازت بتنوع مزرراتها تعلوها عقود عاتقة اختلفت زخارفها وتنوعت أشكالها.
أما المئذنة فتبتدئ أعلى المدخل مربعة إلى الدورة ثم مثمنة تحلي أوجهها صفف تغطيها عقود مخوصة فتح بها فتحات بعقود على شكل أوراق نباتية. ويغطى المثمن قبة مضلعة ازدانت قاعدتها بفتحات على هيئة أوراق نباتية أيضا تعلوها تروس بارزة.
وتمثل هذه المئذنة طراز أغلب المآذن التي أنشئت في أواخر القرن السابع وأوائل القرن الثامن الهجري - الثالث عشر وأول الرابع عشر الميلادي - قبل أن تتطور إلى طرازها المألوف الذي عم وانتشر بمصر بعد ذلك.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية