منذ 3400 عام مضت، وقف الملك "أمنحتب الثالث "، تاسع فراعنة الأسرة الثامنة عشر، وأعظم حكام مصر علي مر التاريخ، والذي حكم خلال الفترة من 1353 حتي 1391، علي أنقاض معبد قديم، يقع علي الضفة الشرقية لنهر النيل، في مدينة الأقصر، والتي عُرفت قديما باسم طيبة القديمة، ليُصدر أمراً ببناء معبد الأقصر، ورغم مرور عشرات القرون علي بناءة، يقف شاهدا علي عظمة حضارة لم تندثر، واليوم يُصنف ضمن أحسن المعابد المصرية حفظاً، وأجملها بناء، وفيه يتجلي تخطيط المعبد المصري أوضح ما يكون.
خُصص المعبد لعبادة الإله "آمون" وزوجته "موت" وإبنهما "خونسو"، في صورة الإله "مين" إله الخصب، ويُطلق علية إسم الثالوث الطيبي، وتقول النصوص القديمة إن أمنحوتب الثالث قد بني هذا المعبد علي أرض مكسوة بالفضة، ووضعه علي فراش من بخور، جاءت فكرة بنائه لسببين، الأول لتأكيد نسبه للاله آمون نفسه، إذ إن احقيته للعرش لم تكن واضحة طبقا للتقاليد المصرية التي تنص بأن الفرعون يجب أن يكون ابن فرعون وأميرة من سلالة نقية، أما إذا كانت سلالته غير نقية فيكتسب أحقيته للعرش بالزواج من الابنة الكبرى للملك "السابق"، والثاني إرضاء لكهنة أمون لكى يتقبلوه فرعوناً شرعيا لمصر.
عرش أمنحتب مهدد
ولم ينطبق أحد الشرطين على أمنحتب الثالث فأمه لم تكن مصرية وزوجته لم تكن من سلالة ملكية، ولهذا أكد شرعيته للعرش بإثبات نسبه للاله آمون نفسه وتسجيل ولادته المقدسة على جدران الغرفة الشهيرة بالمعبد والمعروفة بغرفة الولادة، فضلا عن إرضاء كهنة آمون لكى يتقبلوه فرعونآ شرعيا لمصر.
بدء تدشين معبد الأقصر
بدأ تدشين معبد طيبة أطلق عليه فيما بعد معبد الأقصر، ولكن بطراز معقد يقع على الضفة الشرقية لنهر النيل في مدينة الأقصر اليوم المعروفة باسم (طيبة القديمة)، من أحسن المعابد المصرية حفظاً وأجملها بناء، وفيه يتجلى تخطيط المعبد المصري أوضح ما يكون.
تأسس المعبد سنة 1400 قبل الميلاد، وشُيد لعبادة آمون رع وزوجته موت وابنهما خونسو؛ وهي الأرباب التي يطلق عليها أيضا لقب الثالوث الطيبي (ثالوث طيبة).
تم تشييد معبد الأقصر في عهد ملوك الأسرة الثامنة عشر، والأسرة التاسعة عشرة، وأهم الأبنية القائمة بالمعبد هي تلك التي شيدها الملكان أمنحتب الثالث (1397-1360 ق.م.) ورمسيس الثاني (1290-1223 ق.م.) الذي أضاف إلى المعبد الفناء المفتوح والصرح والمسلتين.
كما أقام الملك تحتمس الثالث (1490-1436 ق.م.) مقاصير لزوار ثالوث طيبة المقدس، كما قام توت عنخ آمون (1348-1337 ق.م.) باستكمال نقوش جدرانه.
دمرت المقصورة الثلاثية التي كانت قد شيدت من قبل في عهد الملكة حتشبسوت والملك تحتمس الثالث (من الأسرة الثامنة عشرة)؛ ثم أعيد بناؤها في عهد الملك رمسيس الثاني.
أنشأ المعماريين القدماء المعبد في اتجاه محور شمالي جنوبي، علي عكس المتعارف عليه حينها، حيث كانت المعابد تدشن في اتجاه محور غربي شرقي، ومع ذلك فإن معبد الأقصر (الكائن في البر الشرقي) شيد ربما لكي يكون على خط واحد مع مجموعة معبد الكرنك الذي يقع إلى الشمال منه، ومع طريق أبى الهول أو الكباش الذي كان يربط بين المعبدين.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية