6.2 مليون باحث و257 مليار دولار تواجه "كورونا" في الصين

أفكار 35 ألف باحث عابرة للقارات لحصار فيروس كورونا

"العلم هو الحل".. يومًا بعد يوم يُثبت فيروس كورونا أن مواجهة الأوبئة والوقاية منها تحتاج إلي جيوش من العقول والباحثين، وأن تلك الجيوش تحتاج لميزانيات ضخمة لا تقل في قيمتها عن تلك الجيوش التي تقف علي الحدود، فتلك البدائيات القاتلة لن تنتصر علي الإنسان إلا إذا غاب العلم عن أهله، تلك الحقيقة أجبرت الكثير من الدول علي إعادة تقييم القضايا البحثية في مجتمعاتها.

 

في دولة الصين، وبعد أن ظهر فيروس كورونا في مدينة ووهان، كشفت الأزمة أن السبب الأول الذي جعلها تتمكن من التصدي للوباء، ما أدي إلي تقهقرها للمركز الخامس في عدد الإصابات والوفيات، بعد أن كانت في المركز الأول منذ أقل من شهر، يأتي في إهتمامها بالبحث العلمي، والتي أعلنت السجلات الصينية عن تضاعف الإنفاق علية لأكثر من 120 ضعف خلال الرُبع قرن الأخيرة، وذلك طبقًا لتقرير مصلحة الدولة للإحصاء.

وقد أكد التقرير التي أعدته مصلحة الدولة للإحصاء، وهي مصلحة حكومية رسمية، إن إنفاق الصين على البحث والتطوير خلال العام الماضي فقط، بلغ حوالي  1.76 تريليون يوان، وهو ما يعادل 257 مليار دولار أمريكي، وهو ما يعني أن الإنفاق على البحث والتطوير، نما بمتوسط 20.3% سنويًا في الفترة من 1992 حتى 2017، مبينة في الوقت نفسه أن الصين لديها حوالي  6.2 ملايين موظف يعملون في البحث والتطوير، ما جعل الصين تتبوأ المركز الأول في نسبة الباحثين للسكان، وذلك بمعدل باحث لكل 240 شخص، ينفقون 2.2% من الناتج المحلي، وبمتوسط 54 ألف دولار للباحث الواحد، وهي أحد أعلي المتوسطات العالمية، وبعد كورونا أعلنت الصين أن تلك الميزانية سيتم زيادتها بنسبة 35%، لتصل إلي 350 مليار دولار، وبمعدل 73 ألف دولار لكل لاحث.

 

لكن ماذا عن العالم نفسه؟، كيف يواجة الباحثون وباء كورونا؟، وكيف قدموا الدعم لدولهم أو لدول أخري أكثر إصابة؟، فعلي الرغم من أن جميع المواقف أظهرت مدي أنانية قادة العالم في مساعدة بعضهم البعض، إلا أن الباحثين في جميع أنحاء العالم أظهروا هذا التعاون، فقد إنضم عشرات الآلاف الذين ينتمون لمختلف التخصصات والبلدان في مشاريع بحثية في محاولة لمكافحة COVID-19، وذلك من خلال تبادل الافكار والخبرات والمعدات والأوراق البحثية، بل أنها وصلت إلي حد توفير مرافق لاختبار الفيروسات، وتصميم وتصنيع أجهزة التنفس ومعدات الحماية الشخصية.

من هذا المنطلق التعاوني بين الباحثين، قامت العشرات من المعامل البحثية التي تنتمي لجامعات مثل، هارفارد، كامبريدج، ماساتشوستس، كولومبيا، وغيرها بإجراء الكثير من الاختبارات العلمي لـCOVID-19، ويوميًا تنضم العديد من المعامل والمراكز البحثية لتلك التكتلات العلمية، ولك يقتصر الأمر علي الباحثين المتخصصين في مجالات الكائنات الدقيقة والأحياء والعلوم البيولوجية فقط، ولكن هناك أيضًا العديد من الباحثون والأطباء وعلماء الهندسة والرياضيات، سواء في إنجلترا أو الصين وإيطاليا، وقد تمكنوا من إجراء هندسة عكسية لجهاز يساعد الأشخاص الذين يعانون من التهابات رئوية خطيرة على التنفس بسهولة أكبر.

 

ولسهولة التواصل بين الباحثين من مختلف دول العالم، أنشأ الباحثون منصة إلكترونية على الإنترنت لأولئك الذين يرغبون في التطوع للمهام المتعلقة بالبحث، وتتطابق المنصة Crowdfight COVID-19 مع المتطوعين للباحثين الذين لديهم مهام أو احتياجات محددة، فيتمكن من نسخ البيانات والتقارير والابحاث، بالإضافة الي نقل خبراته وفقًا لتخصصة وكيفية تعامله مع الأزمة وطريقة حلها، علي الأخص فيما يتعلق بتصاميم أجهزة التنفس، وقد اجتذبت المنصة حتي الأن أكثر من 35 ألأف متطوع حول العالم.

مصادر:
-    منصة التطوع للباحثين: https://crowdfightcovid19.org/?ref=researchstash
-    المصلحة الوطنية للإحصاء، الصين، فبراير 2020.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية