اعتادت أن تخرج من منزلها في الخامسة من صباح كل يوم، تظل داخل جدران المركز الطبي الذي تعمل به ساعات طويلة، لا تعود إلي منزلها إلا في ساعات متأخرة من الليل، قد تستمر في عملها لأكثر من 15 ساعة يوميًا، فمنذ أن بدأ فيروس كورونا في اجتياح ولاية أوريجون الأمريكية، حملت مسئولية علاج المصابين وتوفير المساعدة اللازمة لزملائها فى العمل.
"بطلة اليوم".. لقب أطلقته وسائل الإعلام الأمريكية، وافردت له صحيفة "نيويورك بوست" فرصة لتكريم الطبيبة المصرية، الدكتورة نيرمين بطرس، والتي تشغل منصب رئيس الأطباء المقيمين فى المركز الطبى لمستشفى بروكديل الجامعى فى مدينة براونزفيل الأمريكية، وذلك علي جهودها في مواجهة فيروس كورونا، خاصة بعد أن سجلت أكثر من 80 ساعة أسبوعيًا في مستشفي بروكلين.
أكثر ما لفت نظر وسائل الإعلام الأمريكية أن الطبيبة المصرية لا تتوقف عن العمل حتي بعد عودتها للمنزل في ساعة متأخرة من الليل، ما يجعلها على تواصل كامل طوال الـ24 ساعة مع الأطباء المقيمين تحت إشرافها، وتقوم بتقديم النُصح والمساعدة للأطباء، خاصة وأن بعضهم لايزال في بداية حياته العملية ويشعر بالخوف من الفيروس، وفي بعض الاحيان يحتاج إلي النُصح والإرشاد في كيفية التعامل مع ضحايا كورونا.
وفي حوراها مع صحيفة "نيويورك بوست" الأمريكية، أكدت الدكتورة نيرمين بطرس ذات الخامسة والثلاثين من عمرها، أنها تتلقي إتصالات من زملائها بالمركز حتي الثالثة صباحًا، وأن أغلب تلك الإتصالات التي تتلقاها من زملائها لا تتوقف علي التساؤلات الطبية فقط، ولكنها تشمل الكثير من الأمور الخاصة بالمواجهة والمكافحة، خاصة في ظل حالة الخوف والذعر من ذلك الوضع، مبينة أن الجميع داخل المركز الطبي يواجهون شيئًا جديدًا مخيفًا، وأن كل ما يتعلق بفيروس كورونا وطبيعته مجهولة حتي الأن، وإن وظيفتها تُحتم عليها التواجد الدائم للإجابة علي الأسئلة وتقديم الدعم.
وأشارت الطبيبة المصرية إلي أول حالة مرضية مُصابة بفيروس كورونا المستحدث COVID-19، ومدي صعوبة التعامل معه، فلم يكن أحد داخل المركز يعرف شيئًا عن طريقة الفحص المناسبة، أو حتي طريقة العزل الصحيحة، موضحة أن أغلب سكان المدينة لم يشعرون بالراحة في أداء اختبار COVID-19 الخطير بأنفسهم، ما جعلها تأخذ المبادرة لمساعدة المشتبه بهم بالإصابة في إجراء تلك الإختبارات.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية