في الخامس من يناير من العام 1881، وقبل وفاة أوجوست مارييت، مدير مصلحة الآثار المصرية، بحوالي ثلاثة عشرة يومًا، جاء إلي مصر قادمًا من فرنسا، ليشغل منصب مدير المصلحة وأمين المتحف المصري للآثار ببولاق، وكان عمره حينها الرابعة والثلاثين، ليعيش علي أرض مصر أكثر من 35 عام كاملة في خدمة الآثار المصرية.
جاستون كاميل شارل ماسبيرو عالم المصريات الأشهر في العالم، والذي حظي بعد أكثر من 42 سنة من وفاته بتكريم الدولة المصرية بإطلاق إسمة علي مقر اتحاد الإذاعة والتلفزيون المصري، أو الاتحاد العربي للإذاعة والتلفزيون سابقًا، والذي تم افتتاحة في عام 1960، باعتباره أقدم مؤسسة إذاعية تديرها الدولة في العالم العربي وإفريقيا، لينطلق البث الأول من ماسبيرو في 21 يوليو 1960، وذلك تزامنًا مع الذكرى الثامنة لثورة 23 يوليو 1952، وقد تم بناؤه على مساحة 12 ألف متر مربع، وبميزانية قدرت بحوالي 108 ألف جنية، وقد استهل إرساله بقناة واحدة، وكان زمن الإرسال محدد بمعدل 6 ساعات يوميًا.
أما عن عالم المصريات "ماسبيرو"، فقد أدت جهوده منذ أكثر من 140 عام في الحد من سرقات الآثار المصرية، وقام بمساعدة العالم المصري أحمد كمال بك بنقل المئات من الموميات والآثار المنهوبة إلى المتحف المصري، وأستطاع أن يسن قانونًا جديدًا صدر عام 1912، ينص على أن لا يسمح للأشخاص بالتنقيب، ويقتصر التنقيب فقط على البعثات العلمية، وبعد الموافقة على مشروعها، ولم يصبح من حق الحفارين الحصول على نصف ما يعثرون عليه لكنهم يحصلون فقط على القطع التي لها مثيل مكرر بمتحف القاهرة، ولا يمنح القائم على الحفائر تأشيرة خروج من مصر إلا في حالة تركه الموقع الأثرى في صورة مُرضية، مما أثار عليه غيظ وحقد المهربون الأجانب وتجار الآثار، كما فرض مقابل لمشاهدة المناطق الآثرية لمواجهة النفقات التي يحتاجها للتنقيب وأعمال الصيانة.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية