تقتل 10 ملايين من الطيور سنويًا

الشواطئ المصرية أكبر مصيدة للطيور المهاجرة في العالم

"المصيدة".. هكذا وصف الكاتب والروائي الأمريكي "جوناثان فرانزين" الحالة التي يواجهها الطيور المهاجرة بمجرد الإقتراب من الشواطئ المصرية، وذلك في مقال طويل نشره بصحيفة "نيويوركر" الأمريكية في التاسع عشر من يوليو الماضي، موضحًا أن ما يقرب من 140 مليون طائر، وفقًا لتقديرات أحد علماء الأحياء، معرضون للخطر بمجرد الإقتراب من الشواطئ المصرية.

 

جوناثان فرانزين، والذي وصف بأنه عاشق الطيور، في مقاله أكد علي أنه منذ بداية شهر أغسطس من كل عام تبدأ عملية الصيد للطيور المهاجرة، تلك الطيور التي تهبط بعد رحلة طويلة مرهقة علي السواحل المصرية، أمتدت علي طولها مئات الكيلومترات من شباك الصيادين التي كونت جدران قاتله فوق الكثبان الرملية، في أكبر مصنع للطيور في العالم، ما أدي لقتل ما يقرب من 10 ملايين طائر سنويًا.

كان جوناثان فرانزين قد زار مصر خلال الأعوام الماضية، ليرصد حالة الصيد الجائر التي يتعرض لها الطيور المهاجرة، من خلال تلك الفخاخ المصنوعة من الشباك، والتي وضع بعضها حول الاشجار التي تلجأ إليها الطيور الباحثة عن الراحة، وهي مصائد عبقرية صنعت فخاخ مُحكمة للطيور، وصفًا الشواطئ المصرية أحد أسوأ المواقع للطيور المهاجرة، خاصة فيما يتعلق بالطيور ذات الحجم الصغير، والمغردة منها.

"يتم قتل الطيور على نحو متزايد من أجل الاستجمام".. أكثر ما أغضب دعاة الحفاظ على البيئة، والذي قابلهم جوناثان فرانزين أثناء زيارته لمصر، فقد قام المصريون بصيد الطيور المهاجرة من أجل العيش منذ زمن الفراعنة، ولكن في السنوات الأخيرة تصاعدت شدة الاصطياد وإطلاق النار إلى مستويات غير مسبوقة، ما يتطلب سرعة تطبيق قانون الحياة البرية.

وقد أكد طاقم تلفزيون الحياة البرية الألماني، أن الشباك التي رأوها تصطاد الطيور المهاجرة تبتعد عن ساحل البحر المتوسط بنحو 700 كيلو متر خلال هجرة الخريف، ما جعل الساحل المصري هو "أكبر مصيدة للطيور في العالم"، علي الأخص طائر السمان البري الذي يمر عبر أوروبا من البحر الأبيض المتوسط، وطائر الصفير الأصفر، والذي يطلقون علية "الفياجرا الطبيعية"، والتي يطلقون عليها الرصاص بينما تبحث هي عن الظل والراحة في الأشجار المعزولة في الصحراء.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية