قد يعتقد البعض أن الحياة البرية في مصر فقيرة، كون أنها لا تتميز ببيئة نباتية كثيفة، وتنعدم علي أرضها الغابات الشجرية، ولكن الواقع يؤكد أن مصر أحد أهم الدول الثرية في العالم في حياتها البرية، حيث تتعدد أشكال الحياة البرية في مصر ما بين حيوانات وطيور وكائنات مائية، ويعود السبب في ذلك إلي تنوع الطقس المعتدل، مما ينتج عنه وجود أنواع تنفرد بها مصر كإقليم مناخي مغاير للأقاليم الأخرى.
فمصر تُعد موطنا لحوالي 93 نوعًا من الثدييات، من بينها ستة أنواع متوطنة، بالإضافة إلى ثلاثة عشر نوعًا من الحيتان، كالحيتان والدلافين، ونوع من عروسة البحر في مياه البحر الأحمر المصرية، كما تشكل القوارض المجموعة الأكبر بين الثدييات الصغيرة ، حيث تمثل 32 نوعًا، وتتفاوت في الأحجام من الفئران الضئيلة، إلى الشهيم الذى قد يصل طوله إلى متر، وهناك 20 نوعًا من آكلي اللحوم من بينها أربعة أنواع من الثعالب، ويعد ثعلب الفنك الصغير أحدها، وفصيلة الـMustelidae التي تتضمن مجموعات حضرية مثل "العرسة" واسعة الانتشار حول العالم.
أما عن الطيور، فتعتبر مصر مُلتقى الطُرق بين أربع مناطق جغرافية حيوية، فهي تقع على أحد طُرق هجرة الطيور الرئيسية بالعالم، وقد سُجل أكثر من 470 نوعًا في مصر من بينها 150 نوعًا فقط مُتزاوجًا مُقيمًا، ونوع واحد متوطن بالبحر الأحمر، وهو نورس عجمة، بينما تعد السويس أحد أهم مُلتقيات الطيور المُحلّقة بالعالم.
الزواحف والبرمائيات كان لها حضور ضخم في الحياة البرية المصرية، حيث يوجد 106 نوعًا من الزواحف والبر مائيات، من بينها ستة أنواع متوطنة، ونوع أخر مُهدد بالانقراض، وهو السلحفاة المصرية، والزواحف الأكبر عددًا هى 49 نوعًا من السحالي، تتصدرها من حيث الكبر فصيلة الأبراص، ومن بين 36 نوعًا من الثعابين، بينهم 9 ثعابين سامة، و9 ثعابين أخرى لها أنياب خلفية، ولكنها سامة هى الأخرى، رغم أنها أقل خطرًا على الإنسان، حيث إنها تحتاج أن يصل جزء من ضحيتها إلى الجزء الخلفي من فكها حتى تحقنها بالسم.
106 نوعًا من الزواحف والبر مائيات، من بينها ستة أنواع متوطنة، ونوع أخر مُهدد بالانقراض
سلطان الطيور الأزرق
دجاجة الماء الأرجوانية، أو كما يطلق عليها البعض دجاجة السلطان، وهو طائر ينتمي إلى طيور المرعة، وفصيلة "Rallidae"، يتميز هذا الطائر بأقدامه الوردية الكبيرة، والريش الأرجواني الأزرق، والمنقار الأحمر، والبقعة الزرقاء على جانبي أسفل الذيل.
تسكن الدجاجة الأرجوانية في أعشاش تقوم ببنائها ببعض الأعواد العائمة على سطح الماء، وتقوم بوضع عدد يتراوح ما بين 5 إلي 10 بيضات في الموسم الواحد، وتتغذى على النباتات, البذور, الأوراق، الفواكة، كما تغذى على الحشرات, الضفادع , القواقع, العناكب, الديدان الأرضية، والأسماك.
مكار الصحاري الملتهبة
الـ"حصني" أو الثعلب الأحمر، أحد أنواع الثعالب التي تستوطن الصحاري المصرية، متوسط الحجم، حيث يبلغ طوله من مقدمة أنفه إلى طرف ذيله 85 سم، وطول ذيله 35 سم، ويصل وزنه إلي حوالي 3 كيلو جرام، لذلك يُعد من أكبر أنواع الثعالب المنتشرة في المنطقة العربية، وأكثرها شيوعاً، وأكثر ما يميزه القدرة علي الحياة في درجة حرارة تصل إلي 80 درجة مئوية في عمق الصحراء دون ماء طيلة شهري يوليو وأغسطس.
عادة ما تُفضل الثعالب العيش في تجمعات صغيرة، وفي مناطق مفتوحة، تبحث عن فرائسها ليلا، والتي لا تخرج عن الحيوانات الصغيرة، كالفئران والأرانب والطيور والضفادع والقنافذ، كما أنه يستطيع اكتشاف الجيف علي عمق 60 سم، حيث يذكر البدو أنه في بعض الأحيان يستخرج الأموات من قبورهم في الصحراء، لذا يُطلق علية مكار الصحاري الملتبهة.
آكل النحل الطائر
أحد الطيور التي تنتمي إلي الفصيلة الوروارية، يتميز باللون الأخضر أو التركوازي المخضر، وريش الذيل الطويل، وأسفل الجناح أحمر صدئ تحده حافة خلفية داكنة.
ويعتبر طير الوروار من أكثر الطيور مطارده للحشرات، ويقوم باصطياد الحشرات أثناء طيرانه، لذا فغذائه المحبب النحل، ولهذا سمي بآكل النحل الطائر، ويقوم بالتعشيش بجحور يستوطنها بالجبال، كما يقوم بصناعه بعض الأعشاش بالطين الجاف على ضفاف الأنهار وبالمزارع.
صياد السمك الأبقع
صياد السمك الأبقع، طائر ينتمي إلى عائلات رفراف الماء، ينتشر في كافة أنحاء أفريقيا تقريبًا، بالإضافة إلي جنوب آسيا، وهي من الطيور المقيمة التي لا تهاجر، عدا بعض الحركات الموسمية، سُمي بهذا الإسم لمهارته في صيد الأسماك الكبيرة، كما يتميز بنظره الثاقب، وذو قدره كبيرة على الوقوف في مكان واحد أثناء الطيران.
يتكاثر صياد السمك الأبقع في فصل الصيف في جحور يبنيها على جرف الأنهار، يمكن التمييز بين الذكور والإناث، حيث يتميز الذكور بشريطين سوداوين على المنطقة الصدرية، بينما لا يوجد سوي شريطًا واحدًا فقط في الإناث، يُفضل المياه العذبة، وله طريقة مُميزة في صيد الأسماك، فهو يحوم عدة مرات حول المياه ثم يسقط كثقل ليلتقط فريسته.
أخر أحفاد الديناصورات
يُعد الضب أحد أنواع السحالي شوكية الذيل، يكاد يشبه التماسيح أو الديناصورات عندما ينتصب، يستوطن الصحاري والبراري المصرية والعربية، يصل طوله عندما يتم نموه إلى 85 سم، يعتمد في غذائه على النبات، كما أنه لا يشرب الماء إلا نادراً، هناك من يؤكد علي فائدة أكله، وكذلك شرب دمائه.
يقوم الضب بحفر جحره بنفسه ويبلغ طول الجحر حوالي من 1-2 متر، وفي بعض الأوقات يصل طول الجحر إلى حوالي 4 أمتار، والتي تختلف أشكالها وفتحاتها، فبعض الجحور تكون منعطفة ناحية اليسار، والبعض الأخر منعطف ناحية اليمين، وتأخذ زاوية ميل بداية الجحر ما بين 30-40 درجة، كما تأخذ الفتحات شكل هلالي تعلوها كومه ترابيه بركانية الشكل، ويبلغ عمق الجحر حوالي متر ونصف، وتنتشر الجحور في الأرض العراء، أو تحت جذوع النباتات، والمسافة بين تلك الجحور من 20-30 متر تقريبًا.
صائد الثعابين والأفاعي
عقاب الثعابين، أو صائد الحيات أو أبو صرارة، كلها أسماء ترمز إلي ذلك الطائر الجارح متوسط الحجم، ينتمي إلي الفصيلة البازية، وهو طائر جارح أبيض البطن، رمادي الرأس والجناحين وأصفر العينين، قد يصل حجم فتحة الجناحين إلى المترين.
يسمى بعقاب الأفاعي لشهرته بصيد الأفاعي، وهو من الطيور القليلة التي تضع بيضة واحدة فقط، وقد يعمر هذا العقاب حتى 17 عاما، يحلق فوق المناطق الصخرية والسهول المفتوحة بحثًا عن زواحف يقتات عليها، كما أنه يقتات أيضا على الطيور الصغيرة، والضفادع في بعض الأحيان، ويمر في هجرته الخريفية بمناطق رأس الخليج العربي ومصر والشام ويعتبر مقيم ومفرخ ببعض هذه الأماكن.
غواص الكثبان الرملية
سمكة الرمال أو السحلية الدسيسة، أحد أنواع الزواحف التي تتبع الفصيلة السقنقورية، وهي سحلية تتميز باللون الأصفر اللامع، والبقع الداكنة علي جوانب الجسم، مما يعطيها شكل القطار، حيث تعرف بهذا الاسم في بعض المناطق، كما تتميز بالجسم الأسطواني كبقية أفراد العائلة، والحراشف ملساء مما يمكنها من الغوص في الرمال بسهولة للاختفاء من الأعداء.
تعيش سمكة الرمال في مناطق الكثبان الرملية، وينشط خلال النهار حيث يشاهد يسير على سفوح الكثبان الرملية باحثًا عن غذائه من الحشرات والديدان حول النباتات التي تنمو في المنخفضات وبين الكثبان الرملية.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية