شبهه الإغريق باللبن المسكوب على سجادة سوداء

"ذراع المجرة".. عندما تحلق مليارات النجوم في سماء الفيوم

هل سبق وشاهدت صورًا لأحد أذرع المجرة، وأدهشك منظرها تاركًا مثل هذه التساؤلات: هل تُرى بالعين المجردة؟ هل تُرى حقيقةً كما في الصور؟ أين ومتى يمكن رؤيتها؟، وكيف يمكن مشاهدة تلك النجوم بمختلف أشكالها وأحجامها داخل مجرتنا؟، أسئلة كثيرة قد تبدو منطقية بمجرد رؤيتنا لتلك الصور التي يلتقطها أغلب المصورين المحترفين.

 

زيارة خاطفة لمحافظة الفيوم، جنوب العاصمة المصرية القاهرة، وتحديدًا في منطقة وادي الحيتان، ستجد أمام عينيك ذلك المشهد الساحر لسماء تلك المنطقة، وستراها بالعين المجردة، دون الاستعانة بأي من تلك التليسكوبات أو المناظير المقربة، أحد أذرع مجرة درب التبانة الستة، والتي يوجد داخل أحدها مجموعتنا الشمسية.

 

أما عن الأوقات المناسبة للاستمتاع بمشاهدة ذراع المجرة، فتأتي في منتصف العام، بدء من أواخر شهر ابريل حتي شهر سبتمبر، أي في شهور الصيف، ورغم انه سيبدو كلوحة فنية لكل من يراه بعينه المجردة، إلا أنه للحقيقة لن يمكن مشاهدته بشكل لامع كتلك الصور التي يتم عرضها، ولكن سيتم مشاهدته بسطوع أخف، وذلك لأن الكاميرا بها حساس عالٍ للضوء، ولكن لن يكون المنظر في الصور أشد منه إدهاشًا لو شوُهِد بالعين المجردة.

في يوليو الماضي شهدت سماء الفيوم، تلك الظاهرة الفلكية ولكن بشكل بالغ السطوع والوضوح، وتجلت المليارات من المجموعات النجمية في سماء الفيوم في الظلام الدامس، لترسم بذلك لوحات فنية بديعة، بدا خلالها ذراع المجرة واضحا في قلب السماء.

 

تأتي تسمية مجرة "الطريق اللبني"، فقد شبهه الإغريق باللبن المسكوب على سجادة سوداء، أما اسم درب التبانة نفسه فيرجع إلى التشبيه عربي، حيث رأى العرب أن ما يسقط من التبن الذي كانت تحمله مواشيهم كان يظهر أثره على الأرض كأذرع ملتوية تشبه أذرع المجرة، وكان عالم الفيزياء الألماني ألبرت أينشتاين حتي عام 1929 يعتقد أن الكون كله عبارة عن مجرة درب التبانة, حتى جاء عالم الفلك الأمريكي إدوين هابل وغير تلك النظرية، وأكد أن مجرتنا ما هي إلا مجرة واحدة من مليارات المجرات في الكون الفسيح.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية