يرتاده عشرات الآلاف من المصريين والأجانب

تراويح "عمرو بن العاص".. روحانيات تليق بأقدم مسجد في أفريقيا

ما أن ينطلق أذان المغرب بمسجد عمرو بن العاص، والذي يُعد أقدم مسجد بُني في مصر والقارة الأفريقية، حتي يصطف الآلاف من المصلين الذين جاءوا من كل صوب وحدث وراء إمام ذي صوت ندي، يحتضن بكفيه سبحة لا تفارق يديه، خلفه صفوف من البشر امتزجوا وقفوا كالبنيان المصفوف، كتلك العمدان التي تخطت أعدادها الـ300 عمود لا يهتزون.

 

قديمًا قالوا ان للقاهرة ألف مآذنه تاريخية، واليوم تعج بعشرات الآلاف من المساجد الضخمة، غير أن مسجد عمرو بن العاص كان ولا يزال يحظى بمكانة لا ينافسه فيها أي من تلك المساجد العريقة، فما أن يهل شهر رمضان من كل عام، حتي يعج بالآلاف من المُصلين، وفي ليلة القدر يمتلئ عن بكرة أبية بعشرات الآلاف منهم.

بُني مسجد عمرو بن العاص منذ أكثر من 1378 عام مضت، تحديدا في الثامن من نوفمبر من العام 641 ميلادية، أي في زمن الصحابي عمرو بن العاص عقب فتح مصر في محرم من سنة 20 هجرية، في مدينة الفسطاط التاريخية بوسط القاهرة، والتي كانت آنذاك عاصمة إسلامية للبلاد، والأثر الباقي من المدينة، وتبلغ مساحة حوالي 13 ألف متر مربع، وله ستة أبواب، وبه عدة منابر وأكثر من قبلة خشبية.

أكثر ما يميز مسجد عمرو بن العاص تلك الوجوه غير المصرية، وهم لدارسين من الدول الإسلامية، فهناك مبعوثين من اندونيسيا وماليزيا والباكستان، وغيرها من دول شرق أسيا، بالإضافة للمبعوثين من الدول الأفريقية، والذين جاءوا حبًا في الصحابي عمرو بن العاص، طيلة صلاة التراويح يمتلئ المسجد بالهدوء والسكينة، وجلها في تلاوة ورد من القرآن وبعضها في رفع الأكف للدعاء إلى الله بالعفو والرحمة، في انتظار تراويح ليلة القدر ليلة السابع والعشرين من شهر رمضان.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية