لا يوجد سوي 8 آلاف طائر فقط في أفريقيا

"طائر أبو مركوب".. حذاء النيل الأبيض الذي يتغذي علي التماسيح

رغم انتمائه لعالم الطيور، إلا أن باحثي علم الـ"أورنيثولوجي"، أو علم الطيور، وجدوا صعوبه في تصنيفه، ففي رأيهم لا يوجد في جنسه سوي هذا المخلوق العجيب، فهو تارة يُشبه طائر البجع، وتاره أخري يتصف بصفات طائر القلق، وثالثة يتشابه إلي حد ما مع طائر "مالك الحزين"، ولكنه رغم ذلك لم يكن في يوم من الايام منهم، لذلك تم تصنيفه علي أنه جنس مستقل بذاته.

 

"أبو مركوب"، أو "حذاء النيل الأبيض"، أو "رأس الحوت"، كلها أسماء عُرف بها هذا الطائر العجيب، استوطن منذ آلاف السنين القارة الأفريقية، يعيش بمستنقعات أعالي نهر النيل، وتحديدًا من السودان حتي أوغندا وصولًا إلي جنوب الكونغو، وما يجاورها من سهول، وقد أطلق عليه علماء الطيور هذا الاسم بسبب منقاره الضخم، والذي يزيد عن حجم رأسه بأكثر من الضعف، حيث يصل طوله إلي 23 سنتيمتر.

يُعد طائر ابو مركوب من الطيور الكبيرة نوعًا ما، فطوله يصل إلي نحو 120 سنتيمتر، اما وزنه فيصل الي سبعة كيلو جرام، في حين يصل طول جناحية إلي حوالي 2.30 متر، وكعادة الذكور في عالم الطيور، تميز ذكر أو مركوب بالحجم الأكبر، ذو ريش رمادي مزرق، ورقبة قوية، وساقان طويلة، ورأس يشبه الحذاء، لذلك يطلق علية السودانيين إسم ذو الحذاء.

"يتغذي علي أي شيء يتحرك".. تلك هي بمنتهي البساطة الطبيعة الغذائية لطائر أبو مركوب، فالمراقبون له وجدوه يلتهم بشراهه الفئران والزواحف والثعابين والضفادع، بل الطيور الأخري الصغيرة، والبرمائيات والأسماك، حتي التماسيح الصغيرة لم تنجو من منقارة الضخم، فرغم نشاطة الليلي نجده من المفترسات الصامته التي تنتظر طويلًا للإنقضاض علي الفريسة بمنتهي السرعة والدقة، ثم يبتلعها في ثوان معدوده، وحينما تكون فريسته أحد الأسماك يقوم بقطع رأسها أولًا قبل إلتهامها.

حذاء النيل الأبيض، أو أبو مركوب، طائر لديه سلوكيات خاصة جدًا، فهو طائر يحب أن يعيش وحيدًا ولا يجتمع مع أي من فصيلته إلا في فترة التزاوج، ثم يعود منفردًا مرة اخري، رغم هيئته المُخيفة إلا أنه هادئ الطباع، وقليلًا ما يتحرك، يتواصل الذكر مع أنثاه في موسم التزاوج عن طريق الصوت.

ينضج طائر أبو مركوب جنسيا بعد 3 أو أربع سنوات، حيث أن أعمار هذه الطيور يصل إلي  35 عام، ويفضل أن تتم عملية التزاوج في موسم الجفاف لحماية الاعشاش من الفيضانات، فذلك الطائر يفضل بناء عشه في المستنقعات، وتضع فيه أنثاه بيضتان، واحيانًا ثلاث بيضات، مدة حضانة البيض 30 يوم فقط، يقوم الزوجان بالتناوب علي حراسته.

كعادة الطيور الفريدة فهذا الطائر مُهدد بالإنقراض، ومؤخرًا تم تصنيف من الطيور المهددة بالانقراض، حيث لا يوجد في الغابات إلا حوالي ثمانية آلاف طائر فقط، وذلك طبقًا لمنظمة حياة الطيور، وكالعادة أيضًا الإنسان هو السبب، حيث أن تدميره للبيئة أدي إلي القضاء علي المستنقعات، والتي تُعد بيئته الاصلية، حيث يتم تحويل الغابات والمستنقعات إلي اراضي زراعية، بالإضافة إلي الصيد الجائر والإتجار به لشكله الغريب.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية