محمية وادي الجمال ثاني أكبر تجمع له

" صقر الغروب".. الطائر المُهاجر الذي يحتمي بقرص الشمس

كائن لاحم أنيق، متحين للفرص، سريع الإنقضاض، يعد من أندر الجوارح الطائرة، عادة ما نشاهده خلف قرص الشمس وقت الغروب، لذلك أطلق علية العامة "صقر الغروب"، والذي يُعاني منذ سنوات ليست بالبعيدة خطر الأنقراض، حتي اضطر مؤخرًا الأتحاد العالمي لحماية الحياة البرية لوضعه في القائمة الحمراء.

 

ينتشر صقر الغروب في الجزر والمنحدرات الساحلية، وتحديدًا في شمال شرق أفريقيا، وحتى جنوب منطقة الخليج العربي، عُرف بالصقر المهاجر، فهو يهاجر لمسافات طويلة، حيث يهاجر صيفًا إلى دول البحرين والكويت وقطر ومصر وسوريا.

صقر الغروب طائر متوسط الحجم، له ذيل طويل مدبب، وجسم نحيل، ينتمي إلى فصيلة الصقريات، تتميز الأنثى بالحجم الأكبر، بينما يقل حجم الذكر قليلًا، حيث يبلغ طولها 37 سنتيمتر، وطول جناحيها 89 سنتيمتر، بينما يصل طول الذكر 32 سنتيمتر، وطول جناحيه 78 سنتيمتر، كما أن لون ريشها أغمق من لون ريش الذكر.

 

يتميز الطائر، والذي يُطلق عليه الصقر "الفاحم"، بلونه الرمادي المائل للزرقة، وإن كان لون أطراف جناحيه أسود، كما توجد دائرة صفراء حول عينيه، وتحت الذقن، أما لون منقاره فصفراء زاهية، وقدمه تتدرج من اللون البرتقالي إلى الأحمر في الذكور، ومن الأصفر إلى البرتقالي في الإناث.

رغم إنه صنف ضمن الطيور المهددة بالإنقراض عام 2008، إلا أن العلماء رصدوا في جزر البحر الأحمر ومحمياتها الثلاث 400 طائر من تلك الطيور، وتعتبر محمية وادي الجمال، والتي تقع جنوب البحر الأحمر، هي ثاني أكبر تجمع لطائر صقر الغروب، تليها محمية منطقة "حنكوارب" التي تبعد 18 كيلومتر جنوب وادي الجمال، ثم منطقة القلعان التي تبعد مسافة 9 كيلومتر شمال قرية حماطة، بالإضافة إلى محمية جزر حماطة التي تقع على بعد 2 ميل من الشاطئ المقابل لقرية حماطة.

 

الظروف المناخية والطبيعية التي تتميز بها الجزيرة جعلتها من أهم مناطق تعشيش لطائر صقر الغروب، فهو يتخذ من الشجيرات الملحية التى تنمو على سطح الجزيرة موطنا لبناء الأعشاش، كما أن الجانب الشرقي بطبيعته الصخرية، يوجد به العديد من الكهوف الصغيرة التى تتناسب مع تعشيش هذا الطائر.

ويمتد نطاق تكاثر طائر الغروب عبر المناطق الصحراوية القاحلة والحارة والخالية من النباتات، وبعض الجزر المرجانية، وتعيش هذه الطيور في المرتفعات الصخرية، خاصة في الجزر أثناء موسم التكاثر، فهو عادة ما يبني أعشاشه في أعالي المرتفعات الجبلية وفي البروزات المرجانية والمنحدرات الصخرية الوعرة التي يوجد بها تجاويف وحفر تتناسب مع التعشيش، وهو يتكاثر في شهري يوليو وأغسطس، حيث تضع الأنثى من بيضتين إلى أربع بيضات، يفقس بعد 28 يوما من فترة الحضانة، ودائما ما تتوافق فترة التفريخ مع هجرة الطيور الخريفية، ويقوم الأبوان برعاية صغارهما وتغذيتهما.

 

يتغذى صقر الغروب على صيد الطيور الصغيرة مثل الحمام والبوم والسنونو، كما ينقض على الكائنات الليلية مثل الخفافيش، وهو يستهدف الزواحف الصغيرة مثل السحالي، والحشرات الكبيرة كاليعسوب، وهو طائر اجتماعي يحب أن يعيش في مستعمرات

يتميز هذا النوع من الصقور بالطيران السريع، ثم الانقضاض المفاجئ على الفريسة، خاصة وإنه ينقض عليها انقضاض عامودي بسرعة خاطفة، كما يمكنه الغطس في المياه بمهارة ليصطاد الأسماك القريبة من السطح، وهو يشبه في تحليقه بالطائر الأسحم، فهو يمكنه أن يحلق لفترة طويلة فاردًا جناحيه دون أن يرفرف بهما.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية