كيف نعرف أن تلك الدولة قوية؟، بمنتهي البساطة، حينما يتعدى تأثيرها أسوار الحدود، ما بالك وذلك التأثير قد تخطي حاجز ما وراء المحيط، هكذا كانت الدولة المصرية في الماضي القريب، تحديدًا في عصر النهضة الخديوية، والتي بدأت عام 1866 علي يد الخديوي إسماعيل، حين كانت الدولة المصرية في أوج قوتها وعنفوانها.
السؤال الأهم، كيف اكتسبت الدولة المصرية تلك القوة، وإلي أي مدي وصلت بتأثيرها؟، لم تكن الإجابة بعيدة عن أي إجابة توصلت إليها إي دولة تقدمت وتطورت حتي سبقتنا اليوم، فالسر دائمًا في التعليم، إصنع أمة متعلمة، تبني لك وطنًا مؤثرًا مُلهمًا، وهذا ما انتهجته الدولة المصرية الخديوية، فوصل تأثيرها إلي ما خلف المحيط الأطلنطي، وشجع الشعب الكندي علي أن يبني قرية الخديوي بإحدي المقاطعات، وذلك في أواخر القرن التاسع عشر، تقديراً لمكانة مصر الخديوية في تلك الفترة.
فطبقًا للكاتب ديفيد ماكلينن، مؤلف كتاب "مدننا: مجتمعات ساسكاتشوان من آبي إلى زينون بارك"، والصادر عام 2008، لم تكن قرية الخديوي سوي مستوطنة صغيرة في بادئ الأمر، تم إنشاؤها في جنوب شرق مقاطعة ساسكاتشوان الكندية، تحتوي علي مدرسة تحمل إسم "المدرسة الخديوية"، تم استيطانها عام 1906، قبل أن يتم ربطها بخطوط السكك الحديدية عام 1911 بمدن ويبرن وأسينيبويا، لتبدأ القرية الصغيرة في التحول التدريجي لتصبح مدينة متطورة، تضم مجتمعًا صغيرًا، ولكنه ينعم بالإزدهار.
رويدًا رويدًا تحولت القرية الخديوية إلي مدينة صغيرة منتجة، فقد تم إنشاء ثلاثة رافعات حبوب، وثلاثة كنائس، ومدرسة، وفندقًا، ومجموعة من المحال التجارية، لخدمة السكان المزارعين في المناطق المجاورة، قبل أن يتم إدراجها كقرية عام 1916، وفي عام ١٩٥٦، وصل عدد السكان في قرية الخديوي إلى الذروة بعدد ١٥٣ فرداً، لكن بحلول منتصف الستينات، أثرت المركزية وهجرة السكان من المناطق الريفية على القرية، فأغلقت المحال التجارية والمدرسة والكنائس، وأصبحت محطة السكة الحديدية مهجورة، قبل ان يتم إلغاء إدراجها كقرية في الأول من يناير عام 2002، لتُصبح مركزًا تراثيًا بإسم "مركز الخديوي الترفيهي".
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية