"عزيزي البروفيسور.. نهنئكم أولًا علي اختياركم لنيل جائزة رفيعة كجائزة نوبل.. ونسأل سيادتكم حول إمكانية جلب شئ يشرح عملك، ويساعدنا في الحديث عن قصتك إلى جميع الذين يزورون متحفنا؟".. بتلك الطريقة تمكنت الأكاديمية السويدية من الحصول علي مجموعة رائعة من ابتكارات وذكريات الفائزين بجوائز نوبل علي مر التاريخ.
متحف نوبل، ذلك المتحف الذي يقع جنبا إلى جنب مع الأكاديمية السويدية ومكتبة نوبل، تم إنشاؤه عام 2001، ليشهد احتفالًا بمرور مائه عام علي جائزة نوبل، والذي تم افتتاحه عام 1901، وتم اختيار مبني البورصة القديم، والذي يقع في الجانب الشمالي من ساحة "Stortorget"، بمنطقة أو حي "غاملا ستان" التاريخية، بوسط العاصمة السويدية ستوكهولم.
يحتوي المتحف، رغم حجمه المتوسط علي كل المعلومات حول تلك الجائزة العريقة، والتي بدأت منذ أكثر من 117 عام مضت، بدءً من رصدها لتاريخ وحياة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل، والذي عاش خلال الفترة من 1833 حتي 1896، كما يضم المتحف معرضًا ليتم عرض القطع الأثرية، والتي تبرع بها الحائزين على جائزة نوبل، مصحوبة بقصص الحياة الشخصية.
طيلة أكثر من سبعة عشر عام مضت، ومنذ افتتاح متحف نوبل، بات مؤسسة مهمة وسط متاحف العلوم في العالم، حيث يقوم بزيارته أكثر من 200 ألف زائر سنويًا، كما يقوم بعمل معارض سنوية في بلاد خارج السويد، حيث قدم أكثر من 20 معرض في 20 دولة في العالم، كانت تلك المعارض من النجاح أن زارها أكثر من ستة ملايين زائر، وفي الهند بمفردها حقق المعرض أكثر من 250 ألف زائر خلال ثلاثة أشهر فقط.
أهم ما يقدمه متحف نوبل، كأحد أهم المتاحف العلمية لأعرق الجوائز العالمية، مجموعة من الرحلات المدرسية، يرافقهم عدد من المرشدين والباحثين، لشرح كل قطعة أثرية سواء كانت علمية أو حياتيه عن كل شخص حصل علي جائزة نوبل، فقد رأت الأكاديمية السويدية ضرورة أن يُصبح المتحف مرآة عاكسة وذكية، لذكري الحائزين علي جائزة نوبل وإنجازاتهم، لذلك يقدم المتحف المعارض، والأفلام، والمسرحيات، والمناقشات المتعلقة بالعلوم.
كما يقدم المتحف في كثير من الأحيان معارض إبداعية مثل "اسكتشات العلوم"، ومعرض للصور الفوتوغرافية، وعادة ما يُقام مع أكثر من أربعون حائزًا على جائزة نوبل، تم تصويرهم مع رسمهم الخاص لاكتشاف نوبل، وقد تم عرض هذا المعرض أيضا في أجزاء أخرى من العالم أيضا، بما في ذلك دبي وسنغافورة، بالإضافة إلى محلات الكتب العادية، والهدايا التذكارية، والمقاهي الثقافية، وبعض معارض المشاهير، مثل ماري كوري ونيلسون مانديلا ونستون تشرشل.
عام بعد عام، ينمو متحف نوبل وتتضاعف معروضاته، حتي أضحي ذلك المبني يكتظ بما يقدمه من أثار وحكايات الفائزين بتلك الجائزة الأشهر في العالم، لذلك تفكر الأكاديمية السويدية، وبشكل أكثر جدية، في نقل موقع ذلك المتحف إلي موقع أكبر مساحة من مبني البورصة القديم، وقد تم طرح بعض المواقع فعليًا، كان أهم تلك المواقع، الكنيسة العلمانية التاريخية "سكيبشولمسكيركان"، والتي تقع في جزيرة "سكيبشولمن"، في شرق العاصمة السويدية ستوكهولم.
في عام 2015 تم افتتاح متحف نوبل في دبي، لمدة شهر كامل من قبل مؤسسة محمد بن راشد آل مكتوم، وذلك لأول مرة في المنطقة، وبهدف التعريف بمؤسسة نوبل بشكل ملموس، وتم تقسيم المعرض إلى خمسة أجنحة متخصصة، الأول يهتم بتعريف الزوار على جائزة نوبل وتاريخها وأهدافها ومجالاتها المتخصصة، والثاني يلقي الضوء على شخصية وسيرة حياة مؤسس الجائزة ألفريد نوبل، وأهم اكتشافاته واختراعاته، والثالث يقدم لمحة تاريخية عن الجائزة والفائزين فيها منذ تأسيسها وإنجازاتهم، والرابع يشرح العلاقة بين إنجازات الفائزين بجائزة نوبل بحياتنا المعاصرة، وأهمية هذه الإنجازات في خدمة البشرية، والخامس يُلقي الضوء على دور الاكتشافات الحائزة على الجائزة في تغيير ملامح المستقبل.
متحف نوبل في دبي أقام عدد من الورش والفعاليات خلال مدة عرض المتحف، كانت الأولي تحت عنوان "شرارة الإبداع"، وتقام بتاريخ 5 إبريل ويقدمها "توبياس ديجسيل"، منسق متحف نوبل، والذي بدأ عام 2010 بتطوير مفهوم يدعى "شرارة الإبداع" للمتخصصين في مجال الأعمال، والثانية تحت عنوان "تأثيرات جائزة نوبل"، وأُقيمت بتاريخ 12 إبريل ويقدمها الدكتور "غوستاف كالستراند"، كبير أمناء متحف نوبل، والثالثة كانت بعنوان "التمويل المالي الصغير"، وأُقيمت في 19 إبريل، وقدمها البنجلادشي الدكتور محمد يونس، الحاصل على جائزة نوبل للسلام عام 2006، وأخيرًا ورشة "التطور الطبي بفضل اختراعات نوبل"، والتي أُقيمت بتاريخ 26 أبريل، للدكتورة "كاترينا نوردكفيست"، مديرة الأبحاث في متحف نوبل.
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية