بمجرد ان يتم الإعلان عن حالة اشتباه بالإصابة بفيروس كورونا، ينتاب الجميع حالة من الفزع والرعب، خوفًا من انتقال العدوي، وفي ظل عدم التوصل إلي معلومات حقيقية عن الفيروس وطبيعته، وذلك رغم مرور أكثر من ستة أشهر علي إنتشاره عالميًا، يأتي رد الفعل دائمًا محفوف بحالة الذعر والخوف، واحيانًا إرتكاب العديد من الأخطاء بفعل الإرتباك، ما جعل منظمة الصحة العالمية "WHO" لرصد العديد من المفاهيم المغلوطة حول فيروس كورونا، وهي كالتالي:
أولًا: انتقال الفيروس في المناطق الحارة:
في نهاية مارس الماضي أعلن بعض المتخصصين وغير المتخصصين في مصر، أن فيروس كورونا سيموت يمجرد حلول شهور فصل الصيف، وإرتفاع درجات الحرارة، علي الرغم من أن الكثير من البيانات والدراسات لم تُفصح عن ذلك، كما كذبته بالفعل إزدياد حالات الإصابة والوفاة خلال شهري مايو ويونيو، وهو ما يعني إمكانية انتقال فيروس "COVID-19" في جميع المناطق، بما فيها المناطق ذات الطقس الحار والرطب، وإنه من الضروري اتباع كافة التدابير الإحترازية في جميع الأشكال المناخية، سواء كانت باردة أو حارة، وأن أفضل طريقة للحماية من الإصابة المواظبة على غسل اليدين، وذلك للتخلص من الفيروسات، بالتالي تجنب العدوى المحتمل حدوثها.
ثانيًا: مجففات المراحيض العامة غير آمنة:
البعض يؤكد أن استخدام مجففات الأيدي، والمتوفرة في المراحيض العامة علي سبيل المثال، لديها فاعلية في القضاء على فيروس كورونا خلال 30 ثانية، وهو ما نفته التجارب والأبحاث العلمية طيلة الاشهر الماضية، لذا تأكد ضرورة المداومة على تنظيف اليدين بفركهما بواسطة مطهر كحولي، أو غسلهما بالماء والصابون، ثم بعد ذلك تنظيف اليدين تمامًا، سواء بمحارم ورقية، أو بمجففات الهواء الساخن.
ثالثًا: كمامات N95 لا يعاد استخدامها أو تعقيمها:
يعتقد البعض إمكانية اعادة استخدام بعض الكمامات الطبية سواء المسطحة أو من فئة N95، وهو ما رفضته منظمة الصحة العالمية، خاصة إذا كان الشخص مُخالطًا لأشخاص مُصابين بالفيروس أو بعدوى تنفسية أخرى، وأن تلك الكمامات في العادة تُصبح مقدمتها ملوثة، لذا ينبغي إزالة الكمامة دون لمسها من الأمام والتخلص منها على النحو السليم، ثم بعد ذلك يتم نزعها، ثم تنظيم وفرك اليدين بمطهر كحولي أو غسلهما بالماء والصابون.
رابعًا: التعقيم بالأشعة فوق البنفسجية لا يقضي علي كورونا:
أكثر ما حذرت منه منظمة الصحة العالمية استخدام مصابيح الأشعة فوق البنفسجية لتعقيم اليدين أو أي أجزاء أخرى من الجلد، لأن هذه الأشعة يمكن أن تسبب حساسية للجلد، وإنه يجب لتوفير الحماية اللازمة من فيروس كورونا التعرف على جميع التدابير التي يمكن تطبيقها فقط.
خامسًا: رش الجسم بالكحول أو الكلور لا يقضي على المرض:
طالما تمكن الفيروس من الجسد، فهذا يعني أن رش الجسم بالكحول أو الكلور لن يقضي على الفيروسات التي دخلت الجسم بالفعل، بل قد يكون ضاراً بالملابس أو الأغشية المخاطية، كالعينين والفم، مع ذلك، فإن الكحول والكلور كليهما قد يكون مفيداً لتعقيم الأسطح ولكن ينبغي استخدامهما وفقاً للتوصيات الملائمة، وللحماية من فيروس كورونا يجب تنظيف اليدين بشكل منتظم بفركهما بمطهر كحولي أو بغسلهما بالماء والصابون.
سادسًا: اللقاحات المضادة للالتهاب الرئوي والوقاية من الفيروس:
بما أن فيروس كورونا المستجد أو "COVID-19" جديد تمامًا ومختلف، ويحتاج إلى لقاح خاص به، ما يعني أن اللقاحات المضادة للالتهاب الرئوي، مثل لقاح المكورات الرئوية ولقاح المستدمية النزلية من النمط "ب"، لا توفر الوقاية منه، وحاليا يعكف الباحثون على تطوير لقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد-2019، وتدعم منظمة الصحة العالمية هذه الجهود، كما أنه علي الرغم من أن تلك اللقاحات غير فعالة ضد الفيروس، إلا أنه يُوصى بشدة بالحصول على التطعيم ضد الأمراض التنفسية لحماية الصحة.
سابعًا: غسل الأنف بمحلول ملحي والوقاية من العدوى:
لا توجد أي دلائل تؤكد أن غسل الأنف بانتظام بمحلول ملحي يقي من العدوى بفيروس كورونا "COVID-19"، ولكن هناك العديد من المؤشرات التي تؤكد أن غسل الأنف بانتظام بمحلول ملحي يساعد في الشفاء من الزكام بسرعة أكبر، ومع ذلك، لم يثبت أن غسل الأنف بانتظام يقي من الأمراض التنفسية عمومًا.
ثامنًا: الثوم والوقاية من العدوى بفيروس كورونا:
في الغالب الأعم، يُعد الثوم طعامًا صحيًا، ويتميز باحتوائه على بعض الخصائص المضادة للميكروبات، وعلي الرغم من ذلك، لا توجد أي دلائل علمية يمكن أن تثبت أن تناول الثوم يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد 2019.
تاسعًا: زيت السمسم ودخول الفيروس إلى الجسم:
أثار البعض جدلًا حول قدرة زيت السمسم علي خلق حاجز صد لدخول فيروس كورونا المستجد جسد الإنسان، وهو ما نفته منظمة الصحة العالمية، مؤكده أن هناك بعض المطهرات الكيميائية التي تقتل فيروس كورونا المستجد-2019 على الأسطح، وتشمل مطهرات تحتوي على مُبيضات كلور، وغيرها من المذيبات، والإيثانول بتركيز 75%، وحمض البيروكسي آستيك، والكلوروفورم، إلا أن تأثيره على الفيروس ضعيف أو منعدم إذا وضع على البشرة أو أسفل الأنف مباشرة.
عاشرًا: كبار السن أم صغار السن:
أثبتت الإحصاءات العالمية بخصوص المُصابين حول العالم، إصابة الأشخاص من جميع الأعمار بفيروس كورونا المستجد-2019، وإن كان كبار السن المصابين بحالات مرضية سابقة، كالربو، داء السكَري، أمراض القلب، هم الأكثر عُرضة للإصابة بالفيروس في حال العدوى، لذا تنصح منظمة الصحة العالمية الأشخاص من جميع الأعمار باتباع الخطوات اللازمة لحماية أنفسهم من "COVID-19"، مثل غسل اليدين جيدًا والنظافة التنفسية الجيدة.
الحادي عشر: المضادات الحيوية والوقاية من الفيروس كورونا.
أثبتت الدراسات والأبحاث العلمية أن المضادات الحيوية لا تقضي على الفيروسات، ولكنها تقضي على الجراثيم فقط، وبما أن فيروس كورونا المستجد-2019 يُعد من الفيروسات، لذلك يجب عدم استخدام أي مضادات حيوية في الوقاية منه أو علاجه، وذلك علي الرغم من إنه في حالة الإصابة ودخول المستشفي، قد يتم منح المريض بعض المضادات الحيوية، وذلك لإحتمالية الإصابة بعدوى جرثومية مصاحبة.
الثاني عشر: الماسحات الحرارية والكشف عن المصابين:
تعد الماسحات الحرارية أحد أهم الوسائل الفعالة في الكشف عن الأشخاص المصابين بالحمى، أي الذين ترتفع درجة حرارتهم عن المعدل الطبيعي لدرجة حرارة الجسم، وذلك جراء العدوى بفيروس كورونا المستجد-2019، ومع ذلك، لا يمكنها الكشف عن الأشخاص المصابين بالعدوى، ولم تظهر عليهم أعراض الحمى بعد، ويعود السبب في ذلك إلى أن العدوى تستغرق يومين إلى 10 أيام حتى تظهر أعراض المرض والحمى على الأشخاص المصابين.
الثالث عشر: هل يساعد أوسيلتاميفير في الشفاء؟:
لا توجد حتي اليوم أي دلائل تؤكد على أن "أوسيلتاميفير" يساعد في الشفاء من فيروس كورونا المستجد-2019، وإن كانت منظمة الصحة العالمية تسعي بالتعاون مع الباحثين والأطباء حول العالم، إلى استقصاء علاجات ممكنة للفيروس، علي أن يشمل ذلك البحث في ما إذا كانت الأدوية المضادة للفيروسات الحالية لها تأثير على الفيروس أم لا، إلا أن العمل لا يزال في مرحلة مبكرة، ولم تصدر أي توصيات.
الرابع عشر: هل شرب الماء يخفف من التهاب الحلق؟:
من المهم شرب الماء للحفاظ على مستوى الرطوبة في الجسم مما يحفظ الصحة العامة، ولكنه في نفس الوقت لا يقي من العدوى بفيروس كورونا المستجد، فإذا كان المريض يعاني من الحمى والسعال وصعوبة التنفس، فعلية الإسرع بالتماس الرعاية الطبية، ولفت نظر مقدم الرعاية الصحية بسفرياته السابقة، والاتصال، إذا أمكن، بمقدم الرعاية الصحية قبل ذهابه حتى يستعد لزيارته.
الخامس عشر: هل ينتشر الفيروس عن طريق الفضلات البشرية؟
بالطبع الفيروس موجود في الفضلات البشرية، ولكنه لا ينتشر بالأساس إلا من خلال مخالطة أحد المصابين عن قرب، أو عبر القُطيرات المتطايرة منه عند السعال أو العطس، وللحماية يجب غسل اليدين باستمرار، لا سيما قبل إعداد الطعام أو عند تناوله، وبعد السعال أو العطس، وقبل استخدام المرحاض وبعده، وبعد تغيير الحفاضات للاطفال.
المصدر:
مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية