ملك المشغولات النسجية في غرب سهيل

"أشرف نولا".. النوبي ذو الأصابع الذهبية الذي حافظ علي تراث الأجداد

ما أن تطأ أقدامك قرية غرب سهيل، حتي تشعر وكأنك عبرت بوابة زمنية إلي عالم أخر، عالم من الأصالة والعراقة التي ترمز إلي عبق التاريخ، تاريخ أثر أبناؤه وأحفاده أن يحافظوا علية، بالحفاظ علي تراثه، ذلك التراث الشعبي الذي يتسم بالعراقة والثراء والتنوع، كما أن له من الخصوصيه ما يميزه علي اي تراث شعبي أخر.

 

في أحد الأركان الهادئة جلس ذلك الرجل داخل ورشته، عجوز في منتصف العقد السابع من عمرة، طويل القامة، نحيف الجثة، أسمر البشرة كأغلب أهل الأقصر، واسع الفم يعلوه شارب فضي ضخم، له صدغان منخفضان، تكاد تغطية لحية فضية خفيفة، وعينان ضيقتان غائرتان حادتان كعيني نسر كاسر، كان يمثل بوجهه أمام المرآة كل معاني الطيبة.

أشرف نولا.. ذاك أسمه الذي عُرف به، يؤكد كل من تعامل معه أنه ذو أصابع الذهبية، تخصص منذ الصغير في حرفة صناعة الشيلان النوبية اليدوية، ورث تلك المهنة أب عن جد، داخل ورشته الصغيرة، تجده يجلس علي آلته الخشبية اليدوية البسيطة، يجاوره تلميذه، ذلك الصانع الصغير، يتلمس منه أصول تلك الحرفة العتيقة، ليشب يومًا كمُعلمة ملكًا للمشغولات النسجية النوبية.

كل شيء داخل تلك الورشة من صنع يد "أشرف نولا"، والذي يبدوا انه اكتسب لقبه من ذلك النول الذي لازمة عقود طويلة، يبدأ يومه بطلاء خيوط منسوجاته بمختلف الألوان، يحرص دائمًا علي اختيار تلك الألوان الزاهية التي تخطف العيون، نجده عاشقًا للأحمر والأزرق والأصفر، ألوان تميز المشغولات النوبية الأصيلة، ليبدأ في حرفته بمساعدة ذلك الصبي.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية