يعتمد علي إيقاعات الدف والعود

الكف الأسواني.. تراث فلكلوري صعيدي يزين جدران معبد أبو سمبل

لكل بقعة علي أرض مصر فنها الشعبي التي تتميز بها، وفى الجنوب، حيث منبع الحضارة المصرية، نري الكثير من الموروثات الشعبية الفلكلورية، والتي غالبا ما يتوارثها أبناء الجنوب، فمنذ آلاف السنين حفظ أجدادنا المصريين تلك الفنون بنقشها علي جدران المعابد.

 

وفي مدينة أسوان، الغنية بالآثار الفرعونية، يظهر فن "الكف الشعبي"، مثل ضوء الشمس المبهر، والزائر للمعابد المصرية القديمة في أسوان، علي الأخص معبد أبو سمبل، وغيرها من المعابد الكثير من النقوش على جدران، خصوصاً مقابر "الإشراف" بالبر الغربي لمدينة الأقصر، سيجد حركات التصفيق منقوشة على الجدران، فقد كان يمارسها المصري القديم بشكل منتظم وثابت في حفلاته الراقصة، لذا تتوارثه العائلات في الصعيد أباً عن جد.

فن الكف الأسواني، أو ما يُعرف بالفن الجعفرى، وذلك لأن أغلب المنتمين إلية ينتمون للقبيلة الجعفرية بمدينة أدفو، وتعود التسمية إلي استخدامهم كف اليد فقط في ضبط الإيقاعات، وتتنوع أِكالها ما بين "الواو"، و"المربوع"، و"الكف الصعيدي"، و"الكف العالي"، وغالبا ما تتناول عدد من القضايا الاجتماعية، وقصص الحب والغزل، والحكايات الدينية، تبدأ الرقصة بعدد من المواويل، ثم يشرع "الكفافة" في ارتجال "خانة" وهم يصفقون، والتصفيقة تحدد سرعة الإيقاع، ويبدأ ضاربو الدف اللعب مع إيقاع التصفيقة، ثم يبدأ "الكفافة" بالتمايل في حركات واحدة يتبعون فيها قائد الصف، والذي في الغالب يُعد أمهر أفراد الفريق في الرقص.

أما عن أهم الآلات الموسيقية التي يعتمد عليها راقصي الكف الأسواني، فيأتي العود والدف علي رأسها، ويعتد هذا النوع من الفن علي الإيقاع وفكرة الكلمة وليس على الموسيقى، فيكون تركيز المستمعين والحضور على الكلام الذي يقال، ويتناول مواضيع المجتمع ومشاكله وأحداثه، كما تعتمد على مجموعه من المغنيين الذين يغنوا أول مقطع من الأغنيه وتسمى "خانه"، وهى ابيات شعريه مرتجله فى صوره "موال مربع"، وتبدأ بدعوة طرفان إلى الحلقة لينخرطا في مبارزة كلامية تصحبها تصفيقة محددة بالكفوف فقط مع قوة التعبير، ثم ينطلق بعدها المغنى الرئيسى للفرقه فى الغناء مرتجلا بناءا على تلك الخانه.

يُقال أن أسوان هي بلد المليون فنان، فأينما كنت يلفت نظرك في اي مكان، ففي المزارع حينما ينفرد المزارع بنفسه يغني لأرضة، والمراكبى يغنى على فلوكته، والبائع والتاجر وسائق الحنطور، الجميع في شوارع وقري أسوان يغني، حتي الطفل في المدرسة يقوم بالغناء علي أنغام الكف الأسواني، ومنذ سنوات كانت النساء يشاركن مشاركة فعلية بالقول وبالحركات الراقصة أيضا.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية