احتفالًا بمرور 180 عام علي بدء الحفائر به

"الآثار" تفتح هرم "سنفرو المائل" بدهشور للجمهور لأول مرة منذ نصف قرن

في عام 1965، أي منذ ما يقرب من 54 عام مضت، تم غلق منطقة دهشور، وتحديدًا هرم "سنفرو" الجنوبي، ولم يتم فتحها للجمهور طيلة نصف قرن، وأمس السبت الثالث عشر من يوليو، افتتحت وزارة الآثار هرم "سنفرو" المعروف بالهرم المنحنى، وذلك بعد الانتهاء من أعمال ترميمه، ليتمكن الجمهور من زيارته.

 

وقد حضر الافتتاح اللواء أحمد راشد، محافظ الجيزة، والدكتور مصطفى وزيري، الأمين العام للمجلس الأعلى للآثار، ونحو 40 سفيرًا من دول أجنبية وإفريقية، أغلبهم سفراء كل من إنجلترا وفرنسا وإيطاليا وألمانيا الدنمارك وهولندا وقبرص وفنلندا واليابان وكولومبيا وغينيا الاستوائية وأستراليا والمجر وتايلند وشيلي والكونغو والمكسيك والأردن والكاميرون وزامبيا، وممثلون من سفارات كل من كوبا و بيرو وطاجاكستان والنيجر ومنظمة اليونسكو.

ويعد الهرم المنحنى ثالث أكبر أهرامات مصر، بعد هرم خوفو بالجيزة، والهرم الأحمر‫ بدهشور، إذ يبلغ ارتفاعه 98 مترا وهو أول هرم بنى على هذا الشكل المنحنى بعد هرم زوسر المدرج، ويقال إن تغيير زاوية الميل التى أدت إلى انحنائه بسبب مشاكل إنشائية ظهرت عند التنفيذ، ما يعني أن الهرم يمثل مرحلة انتقالية في عملية تطوير بناء الأهرامات بين هرم زوسر المدرج، وهرم ميدوم، والهرم الأحمر، الذي بناه الملك سنفرو في دهشور أيضا بعد أن اكتشف أن الهرم المنحي يميل بزاوية.

ويعد الهرم المنحني وغيره من الأهرامات الموجودة بمنطقة دهشور الأثرية، مسجلة على قائمة التراث العالمي باليونسكو كجزء من جبانة منف الأثرية، وطيلة السنوات الماضية امتدت أعمال ترميم الهرم من القاعدة وحتى ارتفاع اربعة أمتار تقريبا، حيث جمع فريق العمل الأحجار المتساقطة حول الهرم وأعادها إلى أماكنها الأصلية، وتم ملء الفواصل بين مداميك الأحجار التى فقدت مونتها بسبب عوامل التعرية، وذلك مع الحفاظ على القيمة الأثرية للهرم.

كما تم الانتهاء من أعمال الترميم للجهات الثلاث الأخرى للهرم، وإعادة جميع الأحجار المتساقطة إلى أماكنها الأصلية، إلى جانب ترميم الهرم من الداخل بعد الانتهاء من أعمال الترميمات الخارجية، كما تم عمل سلالم داخلية وخارجية، ومشايات لتسهيل حركة الزوار داخلهما، كما تم عمل شبكة للإضاءة داخل وخارج الهرمين، بالإضافة إلى الانتهاء من كافة أعمال الترميم الدقيق من تقوية وتدعيم لبعض أحجار الممرات، وترميم غرفة الدفن بالهرم المنحني.

 

تم بناء الهرم المائل في 2600 قبل الميلاد، أي مطلع الأسرة الرابعة في منطقة دهشور الأثرية، والتي تعتبر الامتداد الجنوبي لجبانة منف، ويبلغ ارتفاع الهرم حوالي 101 متر، وطول كل ضلع في قاعدته حوالي 188 متر، وللهرم زاويتين ميل الأولي 54 درجة، حتى ارتفاع 49 متر، والثانية 48 درجة حتى ارتفاع 52 متر، وللهرم مدخلان، الأول في الناحية الشمالية على ارتفاع 12 متر، يؤدي إلى ممر هابط بطول 79.5 مترا، منها إلى صالة عرضية ذات سقف جمالوني، ومنها إلي ممر غير منتظم يؤدي الجهة اليمنى منه إلى المدخل الغربي، أما الجهة اليسري فتؤدي إلي غرفة الدفن غير مكتملة السقف، والتي يوجد بها دعامات خشبية من خشب الأرز المستورد من لبنان.

شهد هرم سنفرو العديد من أعمال الحفائر، كان أولها عام 1839 على يد البريطانيين برنج وفيز، حيث قاما بتنظيف الأجزاء الداخلية للهرم، وفي عامي 1894 و1895، وصلت مصر بعثة "دى مورجان"، وهى أول بعثة علمية تقوم بعمل حفائر فى المنطقة، وفي عام 1945، تمكن المهندس عبدالسلام حسين من الكشف عن اسم الملك سنفرو، وكان مكتوبًا أكثر من مرة مع العلامات التى كان يكتبها عمال المحاجر على الكتل الحجرية، وخاصة تلك الموجودة فى أركان الهرم، وفي عام 1951 استطاع عالم الآثار الدكتور أحمد فخري اكتشاف المدخل الغربى للهرم، وذلك أثناء أعمال تنظيف كل الممرات الداخلية له، كما قام بتظيف جزء من الطريق الصاعد المؤدى إلى معبد الوادي.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية