تُعد بردية "هرست" مملكة طبية متكاملة، حيث جاءت في 18 صفحة، وتضمنت 260 فقرة تقريباً

"العقاقير والأدوية".. أصل مصري تكشفه برديات وادي النيل (3)

تُعد بردية "هرست" مملكة طبية متكاملة، حيث جاءت في 18 صفحة، وتضمنت 260 فقرة تقريباً، يعود تاريخ العثور عليها إلي عام 1901 ميلادية، حين أهداها فلاح من قرية دير البلاص، إلى أعضاء معسكر هرست للتنقيب، تعبيراً عن امتنانه لسماحهم له بالحصول على بعض السماد، ويعتقد أن البردية تعود إلى حكم الأسرة الثامنة عشرة والفرعون تحتمس الثالث، أي عام 1450 قبل الميلاد، وهي حتي الآن محفوظة في جامعة كاليفورنيا الأمريكية.

 

بردية "هرست" تقدم الكثير من الوصفات العلاجية لأمراض الجهاز الهضمي والجهاز البولي والأسنان والعظام والشعر والدم ولدغات الزواحف، بالإضافة الي وصفات علاجية لبعض الحالات المرضية غير المحددة، وتضم بعض التعازيم، كما تتحدث إحدى فقرات البردية عن علاج مرض " أشيت" Ashyt، والذي لم يتوصل العلماء والأثريون إلى معرفة كنيته حتي اليوم، رغم أن البردية حددت وصفة العلاج، والتي لم تخرج عن "الخروب وملح مصر السفلى، يغلى مع البول، ويوضع على العضو المريض"، كما تتحدث عن وصفة عبارة عن فأر مطبوخ في الزيت لوضعه فوق شعر الرأس لمنع الشيب.

 

برديات شستر بياتي

 

مجموعة من البرديات عُثر عليها خلال الحفريات في قرية عمال جبانات طيبة، يبلغ عددها 19 بردية، قام بشرائها أحد رجال الأعمال الغربيين يدعي "ألفريد بياتي"، قام فيما بعد بإهدائها إلي المتحف البريطاني، وحاليا يتم عرضها في أكثر من موقع عرض متحفي، أهمها علي الإطلاق يتم عرضه في المتحف الأشموليني في مدينة أكسفورد البريطانية، والمعهد الفرنسي بالقاهرة، ومكتبة ومتحف شستر بياتي في العاصمة الأيرلندية "دبلن".

 

"بردية التعاويذ السحرية".. هكذا وصف الخبراء برديات "شستر بياتي"، فيضم الجزء الثالث من البردية الخامسة تعازيم سحرية لعلاج الصداع والصداع النصفي، أما واجهة البردية السادسة، فتدور أغلب فقراتها حول أمراض الشرج، بينما تحمل خلفيتها، القليل من الوصفات الطبية، مع الكثير من التعاويذ السحرية لأمراض غير معلومة.

بردية برلين

 

وثيقة مصرية قديمة، تم اكتشافها في منطقة سقارة بمحافظة الجيزة، في أوائل القرن التاسع عشر، قام ملك بروسيا "فردريك ويلهلم الرابع" بشرائها عام 1827 ميلادية، وأودعها متحف برلين، وتشير طريقة كتابتها إلى انتمائها إلى الأسرة التاسعة عشرة، كما أنها تعد واحدة من المصادر التي تتحدث عن علم الرياضيات المصرية القديمة، وأيضا المعارف الطبية، حيث بها لأول مرة معلومات عن طرق كشف الحمل.

 

بردية "برلين" تتعامل بشكل كامل مع أمراض الثدي، وتعرض طريقة فولكلورية لمنع الحمل، واختباراً لتحديد نوع الجنين، ذكراً أم أنثى، وتعد واحدة من البرديات الطبية القليلة التي تناولت علاج أحد اضطرابات الجهاز العصبي، فتصف البردية حالة لشلل عصب الوجه، وهو يصيب عادة ناحية واحدة من الوجه، وتنص على تبخير المريض فتقول "التبخير لتخليصه من شلل الناحية الواحدة من وجهه وكذلك لجانب فمه".

بردية لندن الطبية

 

بردية لندن الطبية، هي بردية مصرية قديمة توجد في المتحف البريطاني بلندن، كانت يوماً ملكاً للمؤسسة الملكية بالعاصمة الإنجليزية، ثم انتقلت إلى المتحف البريطاني عام 1860، نشرها لأول مرة عالم المصريات الألماني "والتر ريجينسكي" في مدينة "لايبزيغ" بولاية "ساكسونيا" الألمانية، عام 1912 ميلادية، وترتبط البردية ببعض التداعيات في "سانتوريني"، ويشار إلى تلك التداعيات بـ"ثوران مينون" التي تعود لعامي 1629 و1628 قبل الميلاد.

 

تتكون البردية من 19 صفحة، تضم 61 فقرة، من بينها 25 فقرة طبية والباقي تعاويذ سحرية، ويوجد بالبردية جزء صغير عن أمراض النساء، وهناك 17 فقرة تتفق مع بردية "إيبرز"، تأتي أهم مواضيعها الطبية حول مشاكل الجلد والعيون والنزيف، والإجهاض التلقائي، والمقصود في الغالب منع الإجهاض التلقائي من خلال السحر، والحروق.

برديات كارلسبرج

 

"برديات كارلسبرج".. إحدى أوراق البردي الطبية المصرية القديمة، تمت كتابة معظمها بالهيراطيقية والديموطيقية، مع بعض المحتويات المكتوبة باللغة الإغريقية والهيروغليفية، وتعد "كارلسبرغ" الطبية الأكثر ثراءً، يعود تاريخ بعض أجزائها إلى حوالي عام 2000 قبل الميلاد، بينما البعض الآخر، مثل مخطوطات "أم البريجات" أو "تبتينيس"، فتعود إلى القرن الأول بعد الميلاد تقريبا، وحاليا البردية معارة إلى معهد المصريات في جامعة "كوبنهاجن" الدنماركية.

 

برديات كارلسبرج تركز بشكل رئيسي على معالجة أمراض العيون، وكيفية اكتشاف الحمل، ومعرفة جنس الجنين، وكذلك قابلية المرأة للحمل من عدمه، وتحمل بنية أوراق البردي تشابها كبيرا مع برديات كاهون وبرلين الطبية، ازداد حجم المجموعة من خلال مقتنيات جمعت من البروفيسور "إتش أو لانغ"، والبروفيسور "سي أي ساندر-هانسن"، وهما مالكان للعديد من أوراق البردي، كما اشتريا اثنين من مجموعات المخطوطات من "كارل شميت"، وأضافا تعاليم الملك ميريكار إلى المجموعة، وقد تم تسجيل أكثر من ستمائة مخطوطة فردية، والبعض منها قد تم تجميعها معًا من عشرات أو حتى المئات من الأجزاء.

برديات الرامسيوم 3 و4 و5

 

في عام 1896، تم العثور على 17 بردية داخل صندوق خشبي في قاع مقبرة خلف معبد الرامسيوم العظيم في طيبة، وقد أشارت إحداها إلى الفرعون أمنمحات الثالث، سادس فراعنة الأسرة الثانية عشرة، مما يعني أنها تعود تقريباً إلى عام 1850 قبل الميلاد.

 

الحقيقة أن ما يتعلق بالجانب الطبي يقع في برديات الرامسيوم الثالثة والرابعة والخامسة، فتتحدث البردية الثالثة عن طب العيون وأمراض النساء والأطفال، وهي توصي بوضع البول البشري في العين من أجل علاجها من كثير من الأمراض، كما تشتمل البردية الرابعة على وصفات تخص أمراض النساء والأطفال، بينما تضم البردية الخامسة مفاهيم طبية وعلاجات لإصابات العضلات والأوتار إلى جانب تعاويذ سحرية.

بردية بروكلين

 

"برديات لدغات الثعابين".. هكذا وصفها مؤرخو وعلماء المصريات، فتلك البردية، والتي اكتشفت في مدينة أون القديمة "عين شمس حالياً"، اشتراها الصحفي الأمريكي "تشارلز إدوين ويلباور" عام 1889، وفي الثلاثينيات من القرن العشرين تبرعت ابنته "ثيودورا" بالبردية لمتحف "بروكلين" الأمريكي، وقد نشر عالم المصريات الفرنسي "سرج سونرو"، وصفاً مفصلاً للمخطوطة في كتابه الصادر عام 1889 تحت عنوان "علم الأفاعي في معاهدة مصرية - بردية متحف بروكلين".

 

تتناول بردية "بروكلين" الإصابة بلدغات الثعابين فقط، وتعود إلى عصر الأسرة الثلاثين أو ربما بداية العصر البطلمي، 450 قبل الميلاد، وتتألف من مجموعة لفائف من أوراق البردي، مقسمة إلى جزءين، وبعض الأجزاء المفقودة، ويقدر إجمالي طولها بحوالي 175 × 27 سنتيمترا، أما النص فيوجد على جانب الصفحة اليمنى من الأوراق، وتشير الأرقام المختلفة إلى الجزء العلوي "-48، 66.5 × 27.5 سم"، والجزء السفلي "-85، 66.5 × 27.5 سم" من الأوراق.

 

ويحتوي الجزء الأعلى من البردية على تصنيف لمختلف أنواع الحيات ولدغاتها، وصل عددها إلى 38 ثعباناً وحية، وتضمن الجزء التالي منها عرضاً للعقاقير المستخدمة في التخلص من سموم الثعابين والحيات، وكذلك طرق طرد جميع الثعابين وغلق أفواهها، وبعض الرقيات التي تستخدم في الشفاء من لدغات الثعابين، كما يتضمن المخطوط أيضا علاجًا للدغات العقرب ولدغات العنكبوت.

 

بردية "بروكلين" أظهرت أهمية البصل كعنصر خام فينا يتعلق بعلاج حالات لدغ الثعابين، فتقول إحدى فقرات البردية "أدوية عظيمة الفائدة تحضر من أجل هؤلاء الذين يعانون لدغ جميع أنواع الثعابين: البصل.. يدهس جيداً في الجعة، يتناول المريض المزيج ليتقيأ يوماً واحداً"، وفي فقرة أخرى "بالنسبة للبصل، فيجب أن يكون بين يدي كاهن "سركت" أينما ذهب، لأنه يقضي على السم الخاص بأي ثعبان، ذكراً كان أو أنثى، وإذا دهس البصل في الماء ومسح به جسم الإنسان فلن تلدغه الثعابين، وإذا خلطه إنسان بالجعة وسكبه في كل أنحاء المنزل في أحد أيام السنة الجديدة فلا يمكن لأي ثعبان أن يدخل المنزل".

د. أحمد سلطان/ أخصائي في العلوم الصيدلية

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية