بعد 97 عام في ادي الملوك

تابوت الملك توت.. من الأقصر إلي المتحف المصري الكبير

كانت لعقيده البعث تأثير علي الفن المصري القديم، اذا حرص على حفظ جثث موتاهم فى مقابر توابيت زُخرفت وزُينت بالنقوش الدينية، كتابوت الملك توت عنخ آمون، والتي بدأت وزارة الأثار المصرية برنامجًا لترميم بعض الشقوق والأجزاء التي تآكلت منه، تمهيدًا لنقله إلي المتحف المصري الكبير، ليتم عرضه لأول مرة منذ 97 عام بجوار مجموعة توت عنخ أموت الذهبية وتوابيته المختلفة، ليترك موقعه بمقبرة الملك في وادي الملوك بمدينة الأقصر.

 

أما عن الملك توت عنخ أمون نفسه، ذلك الشاب الذي ينتمي للأسرة الثامنة عشر، وحكم الإمبراطورية المصرية، تلك الأمبراطورية التي ساد بها الإتجاه الكلاسيكي فى قطاعات الفن المصري المختلفة، وذلك بفضل النظر الواقعيه للمهندس حورمحب، ورغم ان عمره قصير لم يتجاوز العشرين، إلا أنه تمكن من إثراء الفن المصري بمقتنياته الذهبية

تم العثور على مقبرة توت عنخ آمون سنه 1923 فى وادي الملوك بالبر الغربي بالاقصر، وقد أحدث هذا الإكتشاف الأثري إنتباه العالم، وذلك لما تحتويه المقبرة من كنوز، فرغم أن تلك المقبرة صغيرة نسبيا إذا قورنت بغيرها من مقابر ملوك الأسرة الثامنة عشر، ولكن الوفاه العاجلة لتوت عنخ آمون جعلتهم يكدسون كل كنوزه فى تلك الحجرات الأربعة.

 

كانت الوفاه المبكرة للملك توت السبب الرئيسي فى قلة النقوش، سواء علي جدران تلك المقبرة، أو حتي علي التابوت نفسه، لذا تم الرسم بالألوان فى حجرة واحدة وبداخلها التابوت مغطى بصفائح ذهب، وهو يمثله بملابس الملك، وقد أمسك فى إحدى يديه العصي المعقوفه المسماه "حقا"، وهي العصي التي يمسك بها الراعي، وترمز الى الحكم العادل، وفى اليد الأخري الصولجان المعروف بإسم "نخخ".

كان الذهب الخالص ماده تنير القبور، والعقيق الأحمر المائل للون البرتقالي هي المكونات النفيسة التي زُين بها التابوت، والذي كان يمثل الملك فى الوضع الاوزيري وهو في كامل زينته الملكيه، ويظهر وجهه ذو الملامح الهادئة، وغطاء الراس المعروف بالنمس، ويظهر على جبين الملك راس الألهات راس عقاب "نخبت"، وترمز مصر العليا، و"ادجت" في صوره راس الثعبان الكوبرا، والتي تمثل الاله الحامية لمصر العليا والسفلى.

 

وجد التابوت فى الحجرة الوحيدة الملونة والمرسوم عليها، وتمثل صاحب القبر وهو أمام بعض الألهة وصفوف من القرود التى ترمز إلي الشمس، وفي التابوت الأول المصنوع من الحجر الرملي الكورتيز تابوت آخر، وفى داخله ممياء الملك نفسه، وكانت المقبرة مليئه بكل الاثاث الذى كان موجود في القصر.

كان المصري القديم يغلق على الميت داخل تابوتين مستطيلين من الخشب، رسم على الجانب الايسر عينين كي يستطيع الميت ان يري ما يجري خارج التابوت، كما يوجد فى أحد المقاصير بالمقبرة باب كبير، تمكن المتوفي من الدخول والخروج كيفما شاء، داخل التابوت رسومات تمثل كل احتياجات الميت فى حياته، ومتطلبات الدينية بعد وفاته.

 

أما عن طول التابوت فيصل إلي حوالي 223.5 سم، في حين يصل عرضه إلي 86.8 سم، بينما يبلغ ارتفاعه 105.5 سم، وللتابوت مقابض فضية كانت تستخدم لتحريك الغطاء، ويظهر من التابوت الحجري صوره بارزه للإله إيزيس المجنحة فى الشمال الغربي، وأختها نفتيس فى الجنوب الغربي ونبات فى الشمال الشرقي.

وعلي الرغم من تلك الدقة المتناهية، كان ضيق الوقت سببا لكسر الغطاء الجيرانيتي اثناء نشر الزيادات في اقدام التابوت، ما أدي إلي سقوط الغطاء من ارتفاع عالي لينكسر إلي شطرين، ولكنهم تمكنوا من لحامه ودهنه.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية