حي الطبقة الراقية يحتفل بالعقد الخامس عشر قريبا

"كوبري ستانلي".. طراز فلورنسي إيطالي لحي بريطاني ولد علي ضفاف بحيرة فيكتوريا

"كان فضله عظيمًا في اكتشاف منابع نهر النيل.. فكانت مكافأته في تخليد اسمه علي أندر وأعرق أحياء المصب".. منذ أكثر من 140 عام مضت، وتحديدًا عام 1875 ميلادية، وقف المستكشف البريطاني هنري مورتون ستانلي علي شاطئ بحيرة فيكتوريا ليُعلن اكتشافه منابع النيل، وفيما بعد تمكن من الوصول إالي بحيرة إدوارد عام 1889، وفي مطلع القرن الماضي أطلقت مدينة الأسكندرية إسمه علي أندر خلجان البحر المتوسط، هكذا يعتقد الباحثون في علم التاريخ.

 

الحقيقة إن أهم ما يؤكد أو يساهم في تأكيد تلك الرواية هو الطابع الذي امتاز به حي "ستانلي"، ذلك الطابع الإنجليزي، فقد كان موطنًا لعدد كبار الشخصيات الإنجليزية، والشاهد علي ذلك القصور والفيلات المشيدة على الطراز الإنجليزي بشكل مائل يغطيها القرميد الأحمر، التي لا يزال بعضها قائمًا، ومن خلفها تظهر كنيسة "جميع القديسين" الإنجليزية، والتي شيدها بعض أفراد الجالية البريطانية وأشرف عليها أسقف لندن بنفسه.

قد يعتقد البعض أن حي ستانلي يشتهر اليوم بذلك الكوبري الذي يخترق شاطئة الخليجي، ولكنه في واقع الأمر شهرة اكتسبها طيلة تاريخة كأحد أعرق أحياء عروس البحر المتوسط، وكان قبلة لجميع الطبقات الراقية، فتوافد علية مشاهير المجمعات الغربية والمحلية، من الملك الأردني الملك حسين وزوجته، والرئيس محمد أنور السادات وزوجته، إلي الكتاب والشعراء كأحمد رامي ونجيب محفوظ وإحسان عبد القدوس وأنيس منصور، حتي الفنانين كعمر الشريف وأحمد رمزي وحسن يوسف، والكثير من المطربين المصريين والعرب وعلى رأسهم العندليب عبد الحليم حافظ، وأجمل الفنانات ومنهم فاتن حمامة وصباح وشادية وسعاد حسني وسهير رمزي وليلى فوزي ومريم فخر الدين، والفنانات السكندريات هند رستم وشويكار وزبيدة ثروت، كما حظي الشاطئ بزيارة الكاتبة الإنجليزية أجاثا كريستي.

 شاطئ ستانلي فهو من أهم ما يميز مدينة الإسكندرية حيث يأخذ شكلًا نصف دائرى، محاط بالكبائن الموجودة على 3 طوابق، تلك الكبائن قديمًا كانت عبارة عن أكواخ خشبية متراصة، ونظرًا للإقبال المتزايد على الشاطئ قامت الإسكندرية عام 1932 بإنشاء المزيد من الأكواخ على 3 مستويات، تطورت فى ما بعد لتلك الكبائن التى ميزت الشاطئ، ما جعله يحتكر أجواء سكندرية خاصة، حتي أن الأوروبيون اعتادوا تسميته بـ"ستانلي باي"، فبالاضافة إلي كونه أحد الخلجان النادرة، يحتضن تكوينات صخرية نادرة.

في مطلع الألفية الثالثة، وتحديدًا في الثاني من سبتمبر من العام 2001، افتتحت الأسكندرية أول كوبري يخترق البحر المتوسط، والذي أضحي فيما بعد أحد أهم معالم الإسكندرية بطرازه المعماري الفلورنسي الإيطالي المستوحى من معمار قصر المنتزه، ويبلغ طوله ‏490‏ مترًا وعرضه 30 مترا، وقد تكلف يومها حوالي 30 مليون جنيه، وفي الوقت الذي يستعد فيه الحي بالعقد الخامس عشر علي انشاؤه تغير الكثير من طريقة الإستمتاع، فبعد أن موضعًا لمواكب الأمراء والملوك، أضحي الكوبري موقعًا لمواكب الزفاف والأعراس الشعبية البسيطة، ولرحلات الحنطور السياحية، ولجولات المواطنين الباحثين عن الذكري الساحرة.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية