تمتلك الجزائر 100 هرم

"أهرامات الجزائر".. مقابر ملوك الأمازيغ الدائرية المهددة بالضياع

حينما نتحدث عن الأهرامات يتبادر إلي الذهن الأهرامات المصرية التي تقف شامخة منذ آلاف السنين شاهدة علي حضارة المصريين، أو أننا سنتناول من جديد أهرامات النوبة التي بناها الفراعنة السود، أو التابعة لحضارات المايا والأزتيك في أمريكا الوسطي والمكسيك، ولكننا هذه المرة سنتناول أهرمات لم تنل اي شهرة علي الإطلاق رغم انها تضرب في جذور التاريخ عشرات القرون.

 

"الأهرامات الجزائرية".. تلك الأهرامات الدائرية التي تنتشر علي طول ولايات الساحل الجزائري، والتي رغم أهميتها تختلف شكلا وحجمًا عن نظيرتها المصرية، تحتضن الجزائر مائة هرم لا تزال مرتكنة في الظل، حتي عموم الجزائريين لا يعلم عن أغلبها شيء، والعديد منها باتت عرضة للتخريب والسرقة، بل أن الكثير منها أصابه التدهور والتلف، رغم أنها تعكس قوة حضارة أمازيغية عريقة.

 

نظرة سريعة إلي خريطة الجزائر الأثرية ستجعلنا ندرك مدي كثرة وانتشار تلك الأهرامات الدائرية، حيث تقع في منطقتي تيبازة وباتنة، وصولا إلى الهرمين الموجودين بوادي التافنة في تلمسان، و13 هرمًا بضاحية فرندة التابعة لولاية تيارت، وقد أكد مؤرخي وعلماء الأثار أن تلك الأهرامات الدائرية تعود إلي عصور ما قبل ميلاد المسيح عيسى عليه السلام، اذ كان بمنطقة الغرب ملوك على رأس مملكات وإمارات متناثرة، وانه من آثار ومعالم أولئك الملوك الأمازيغ، أهرام الجدار العجيبة التي تخفي أسرارًا ورموزًا كثيرة، لم يتوصل إلي أسرارها آي من الباحثون والمؤرخون المحليون والأجانب.

أما عن الأهرامات نفسها، فيتركز أغلبها وأهمها في ولاية "تيارت"، حيث يوجد ثلاثة عشر هرما تسمى الجدار، وتبدو كآثار جنائزية وأضرحة لملوك عظماء حكموا الممالك الأمازيغية قبل تأسيس الملك ماسينيسا لمملكة نوميديا، وقف شامخة على بعد 30 كلم من مدينة تيارت، وتتكون من مجموعتين متباعدتين عن بعضهما بنحو ستة كيلومترات، وفي جبل الخضر توجد ثلاثة أهرامات، وبجبل عراوي توجد عشرة أخرى مصنفة بقاعدة مربعة تتراوح بين 12 و46 مترا وبارتفاع يصل إلى 18 مترا، وأكثرها عراقة المغارات الخمس في بلدية فرندة بتيارت، بينها المغارة التي كتب فيها العلامة عبد الرحمن بن خلدون المقدمة الشهيرة.

 

هناك أيضًا أهرام أخرى كالهرم النوميدي "إمدغاسن، والذي يوجد في بلدية "بوميا" التابعة لولاية باتنة، ويعود بناؤه إلى القرن الثالث قبل الميلاد، والهرم الضريح للملك الموريتاني النوميدي الموجود ببلدية سيدي راشد بولاية تيبازة، وضريح سيڨا بجبل السخنة في وادي التافنة للملك النوميدي سيفاكس، وضريح "بورغو" النوميدي المسمى صخرة الهنشير بورغو، والذي بُني في القرن الرابع قبل الميلاد، وضريح تين هينان ملكة قبائل الطوارق الأصيلة، وذلك في منطقة أباليسا في منطقة الهقار بولاية تمنراست بالجنوب، وجرى تشييده منذ خمسة قرون قبل الميلاد، ويقع على إرتفاع أكثر من 850 متر.

كما قولنا من قبل الأهرام الجزائرية تختلف جذريًا عن أي هرم تم بناؤه في اي حضارة سابقة، فهي مستطيلة الشكل وليست مربعة كالأهرامات المصرية، كما أن الأهرامات المصرية تقف شامخة بارتفاعات كبيرة ومثلثية الشكل، في حين تقل أطوال الأهرامات الجزائرية في الأطوال وتبدوا في هيئتها كقباب المساجد، ويشتركان بكونها أقوى الأشكال التي تمتص الطاقة، والهرم الجزائري يتضمن العديد من الدهاليز والغرف، وكل غرفة لها خصائصها، وقد بُنيت بحسب مواقع النجوم، ويتضح ذلك في فرندة، والحسابات قيست طبقًا لمواقع النجوم لأن الأخيرة لها تأثير على كوكب الأرض.

مجلة علمية معرفية وثائقية تتناول الشخصية المصرية