ما بين الرفاهية والشقاء يمكن أن تتشكل لوحة يومية في حياة الإنسان، فخلف كل رفاهية دائمًا أناس يعانون شقاءٌ من توفيرها، إناسٌ حُرمت الرفاهية أبدانهم من أجل "لقمة العيش"، عادة ما تجدهم يعملون هنا وهناك من أجل سعادة الأخرين، لا يعرفون للأجازات معني، ولا للرفاهية طريق، وإذا ما غابوا عن أعيننا فقدنا أهم أسباب رفاهيتنا، فبشقائهم دائمًا نسعد، وبرفاهيتنا هم غالبًا يشقون.
"فريسكا يا بيه.. مايوة يا هانم.. عوامة لإبنك يا حجة".. علي شاطئ مدينة جمصة، منذ أن تشرق شمس نهار جديد، وحتي ما بعد غروبها، كثيرًا ما يصادفك هؤلاء الفتية، يتجولون هنا وهناك، يحملون علي أكتافهم بعض من بضائعهم، أو يدفعون سيارتهم الخشبية المتهالكة، يروجون لما يحملونه بمعسول الكلام، عله يفوز بزبون يشتري منه ببضع الجنيهات.
علي بُعد بضعة خطوات، يلهو المصطافون وسط أسرهم، يلعب البعض مع أبنائهم، ويتسامرون الاخرون، في حين يستمتع نفر منهم بمياة عروس البحر الزرقاء، أغلبهم عاني شقاء عام مضي، وقد حان موعد رفاهيتهم اليوم، لا يدركون أن من يشقي لإسعادهم اليوم، قد لا يحين وقت رفاهيته.
Egyptian Site & magazine